الامامي أنفي هذه العقيدة عن الشيعة الامامية على وجه الجزم والإطلاق وانهم يحرمون تفسير كتاب الله تفسيرا باطنيا ، وإذا وجد منهم من يقول : المراد بالبحرين علي وفاطمة الخ فانه لا يعبر إلا عن رأيه الخاص ، وقد جاء مثله في بعض تفاسير السنة ، من ذلك تفسير الدر المنثور للسيوطي الشافعي : «أخرج ابن مردويه عن ابن عباس ان البحرين علي وفاطمة ، والبرزخ النبي واللؤلؤ والمرجان الحسن والحسين ، وأيضا أخرج هذا عن انس بن مالك». وأغرب من هذا ان إسماعيل حقي نقل في تفسيره روح البيان عن بعض العلماء : ان نصف الثمانية الذين أشار اليهم سبحانه بقوله : (وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمانِيَةٌ) هم أبو حنيفة والشافعي ومالك وابن حنبل.
(وَلَهُ الْجَوارِ الْمُنْشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلامِ). الجوار السفن ، والمنشآت المصنوعات أو المرتفعات ، والأعلام الجبال ، والمعنى ان السفن تجري في الماء بما ينفع الناس. وتقدم مثله في العديد من الآيات ، منها الآية ٣١ من سورة لقمان ج ٦ ص ١٦٨ (فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ)؟ أبخلقكم وخلق مواد السفينة أم بإجرائها في الماء أم غيره؟ (كُلُّ مَنْ عَلَيْها فانٍ وَيَبْقى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ). المراد بوجه الله ذاته تعالى ، وهو ، جلت عظمته ، حي بالذات كما هو موجود بالذات .. وكل ما هو موجود بالذات لا يفنى ولا يتغير ، وهو سبحانه مصدر الحياة وواهبها (فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ)؟ أبحلاله وعظمته أم بجوده وكرمه أم بغير ذلك من النعم.
لمحيي الدين ابن عربي في الجزء الرابع من الفتوحات كلام حول قوله تعالى : (ذُو الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ) هذا توضيحه : انما عطف سبحانه الإكرام على الجلال لأن الإنسان إذا سمع وصف الله بالجلال دون الإكرام تملّكه اليأس والقنوط من الوصول إلى الله تعالى لأنه لا يرى نفسه شيئا في جنب العظمة الإلهية .. فأزال سبحانه هذا الوهم عن الإنسان ، أزاله بعطف الإكرام على الجلال لأن الجمع بين هذين الوصفين معناه ان الله وإن كان عظيما فإنه يكرم الإنسان وينظر اليه بعين