الإسلام الذهبي يوم كان له قوة وسلطان ، وكان المسلمون يؤمنون به قولا وعملا ، ويدافعون عنه بالأرواح والأموال ، وان الآخرين اشارة الى القلة القليلة من المؤمنين في العصور المتأخرة التي يصدق عليها قول الإمام علي (ع) : «يأتي على الناس زمان لا يبقى فيه من القرآن إلا رسمه ، ومن الإسلام إلا اسمه ، مساجدهم يومئذ عامرة من البنى خراب من الهدى ، سكانها وعمارها شر أهل الأرض ، منهم تخرج الفتنة واليهم تأوي الخطيئة .. يقول الله تعالى : فبي حلفت لأبعثن على أولئك فتنة اترك الحليم فيها حيران». وأية فتنة وبلاء أشد وأعظم من الصهيونية والاستعمار.
(عَلى سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ) منسوجة بما يتناسب مع أجساد أهل الجنة النواعم ، ووجوههم النواضر (مُتَّكِئِينَ عَلَيْها مُتَقابِلِينَ) لا أشغال ولا هموم عيال (يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدانٌ مُخَلَّدُونَ بِأَكْوابٍ وَأَبارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ). أقداح من عسل مصفى ، وكأس من خمر لذة للشاربين ، وأباريق من رحيق مختوم .. وفي ذلك فليتنافس المتنافسون. (لا يُصَدَّعُونَ عَنْها وَلا يُنْزِفُونَ). لا صداع رأس ، ولا ذهاب عقل من شرابها ، ولا نهاية لها (وَفاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ وَحُورٌ عِينٌ كَأَمْثالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ). شراب نقي ، ولحم طري ، والفاكهة ألوان ، والحور عين وحسان ، وخدم وحشم وفراش وأسرّة ، وراحة واطمئنان ، لا تبعات ولا كربات .. كل ذلك (جَزاءً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ) للخير والمصلحة العامة بلا رياء ولا تطبيل وتزمير (لا يَسْمَعُونَ فِيها لَغْواً وَلا تَأْثِيماً إِلَّا قِيلاً سَلاماً سَلاماً). ومن أين يسمعون الهجر والإثم ، ولا ناطق في الجنة إلا بخير؟. كل هذه النعم هي للسابقين ، أما أصحاب اليمين فقد بيّن سبحانه نصيبهم فيما يلي :
(وَأَصْحابُ الْيَمِينِ ما أَصْحابُ الْيَمِينِ (٢٧) فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ (٢٨) وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ (٢٩) وَظِلٍّ مَمْدُودٍ (٣٠) وَماءٍ مَسْكُوبٍ (٣١) وَفاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ (٣٢) لا مَقْطُوعَةٍ