في الظهار لتكون زاجرا ورادعا عن الإقدام عليه لأنه منكر وزور ، والله يعلم المطيع والعاصي من عباده ويعامل كلا بما يستحق.
٣ ـ (فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيامُ شَهْرَيْنِ مُتَتابِعَيْنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعامُ سِتِّينَ مِسْكِيناً). اتفقوا على أن من قال لزوجته : أنت عليّ كظهر أمي فلا يحل له وطؤها حتى يكفّر بعتق رقبة ، فإن عجز عن العتق صام شهرين متتابعين ، فإن عجز عن الصيام أطعم ستين مسكينا ، وأيضا اتفقوا على أنه إذا وطئها قبل أن يكفّر يعتبر عاصيا ، ولكن الامامية أوجبوا عليه ، والحال هذه ، كفارتين.
واشترط الامامية لصحة الظهار أن يقع بحضور عدلين يسمعان قول الزوج ، وأن تكون الزوجة في طهر لم يواقعها فيه تماما كما هو الشأن في المطلقة ، كما اشترط المحققون منهم ان تكون مدخولا بها ، وإلا فلا ظهار. والتفصيل في كتب الفقه. (ذلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ). سهّل سبحانه شريعته على عباده ليؤمنوا بها ، ولتكون حجة بالغة على من خاصمها وأعرض عن أحكامها (وَتِلْكَ حُدُودُ اللهِ) فقفوا عندها ولا تعتدوها (وَلِلْكافِرِينَ عَذابٌ أَلِيمٌ) بتحديهم شريعة الله وأحكامه ، وفيه إيماء الى ان من خالف الشريعة الإلهية فهو بحكم الكافر.
(إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُوا كَما كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَقَدْ أَنْزَلْنا آياتٍ بَيِّناتٍ وَلِلْكافِرِينَ عَذابٌ مُهِينٌ (٥) يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللهُ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُهُمْ بِما عَمِلُوا أَحْصاهُ اللهُ وَنَسُوهُ وَاللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (٦) أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ يَعْلَمُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ ما يَكُونُ مِنْ نَجْوى ثَلاثَةٍ إِلاَّ هُوَ رابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلاَّ هُوَ سادِسُهُمْ وَلا أَدْنى مِنْ ذلِكَ