الإعراب :
أولياء مفعول ثان لتتخذوا. وقال كثير من المفسرين : ان الباء زائدة بالمودة وان المودة مفعول تلقون مثل ولا تلقوا بأيديكم الى التهلكة ، وقال صاحب البحر المحيط : مفعول تلقون محذوف والباء للسبب أي تلقون اليهم أخبار رسول الله بسبب ما بينكم من المودة. وإياكم عطف على الرسول. والمصدر من أن تؤمنوا مفعول من أجله لتخرجون. وجهادا مفعول من أجله لخرجتم. وابتغاء عطف عليه. ويوم القيامة منصوب بلن تنفعكم.
اشتهر في كتب التفسير والحديث ان هذه الآيات نزلت في حاطب ابن أبي بلتعة ، وهو صحابي من المهاجرين ، وقد أحسن البلاء يوم بدر ، ويتلخص ما قالوه في سبب النزول ان رسول الله (ص) تجهز لغزو مكة ، ولما علم حاطب بذلك كتب الى قريش يحذرهم ، ودفع بكتابه الى امرأة ، فأوحى الله الى رسوله بخبر حاطب ، فبعث في طلب المرأة جماعة من أصحابه ، منهم الإمام علي (ع) فأدركوها في الطريق ، ولما سألوها عن الكتاب أنكرته ، فصدّقها بعضهم ، وكذبها الإمام ، وهددها بالقتل ، فأخرجت الكتاب من ضفائرها ، فجاءوا به الى الرسول (ص) فقال لحاطب : من كتب هذا؟ قال : أنا يا رسول الله ، فو الله ما كفرت منذ أسلمت ، ولا غششت منذ آمنت ، ولكني صانعت قريشا حماية لأهلي من شرهم ، وقد علمت ان الله خاذلهم. فصدقه الرسول (ص) وقبل معذرته.
المعنى :
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِياءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ). أمر سبحانه المؤمنين ان لا يتواصلوا بالولاية والمحبة مع أعداء الحق وأهله ، ولا