الآية ٧٨ من سورة النساء ، ويتلخص الجواب بأن أية كارثة يكون مصدرها الطبيعة كالزلزال والقحط فإنها تنسب الى الطبيعة مباشرة ، واليه تعالى بواسطة إيجاده للطبيعة ، وهذه هي المعنية بقوله تعالى : (ما أَصابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ) وأية مصيبة يكون مصدرها الإهمال وفساد الأوضاع فإنها تنسب الى سوء اختيار المهمل والمفسد ، وهي التي عناها سبحانه بقوله : (وَما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ).
(وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللهِ يَهْدِ قَلْبَهُ). ان الله سبحانه يعامل الإنسان بما يختاره لنفسه ، فإن اختار لها الهدى والخير ، وسلك صراطه القويم ـ أخذ الله بيده وشمله بعنايته ، وله عنده ثواب المهتدين ، وان اختار الضلال ، وسلك اليه سبيله خذله الله وأو كله الى نفسه ، ثم يرده الى عذاب السعير (وَاللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ). يعلم من يرحم نفسه فيرحمه ، ومن يعرضها للهلاك عامدا فيهلكه (وَأَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَإِنَّما عَلى رَسُولِنَا الْبَلاغُ الْمُبِينُ). على الرسول البلاغ ، وعلينا السمع والطاعة. وتقدم مثله في العديد من الآيات ، منها الآية ٩٢ من سورة المائدة ج ٣ ص ١٢٣ (اللهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ). وهو كافي المتوكلين عليه ، وولي المخلصين له.
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْواجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (١٤) إِنَّما أَمْوالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ (١٥) فَاتَّقُوا اللهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنْفِقُوا خَيْراً لِأَنْفُسِكُمْ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (١٦) إِنْ تُقْرِضُوا اللهَ قَرْضاً حَسَناً يُضاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ (١٧) عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (١٨))