خالِدِينَ فِيها أَبَداً قَدْ أَحْسَنَ اللهُ لَهُ رِزْقاً). للمؤمنين الصالحين عند ربهم أجر عظيم ، ورزق كريم. وتكرر هذا المعنى مجملا ومفصلا في العديد من الآيات ، والقصد هو الترغيب في الصالحات وعمل الخيرات.
(اللهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَماواتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ). تعددت الأقوال حول السموات السبع والأرضين السبع ، والمعقول منها ما يلي :
القول الأول : يجب أن نؤمن ـ على سبيل الإجمال ـ بوجود سبع سموات وسبع أرضين ؛ وندع التفصيل لعلم الله.
القول الثاني : ان الكون الأكبر يضم سبعة أكوان ، ولكل كون منها كواكب لا يحصى عددها ، ومن جملتها كوكب أرضي ، وبين كل كون وآخر ملايين الملايين من السنين الضوئية .. وقد عبّر سبحانه عن هذه الأكوان السبعة بالسماوات السبع ، أما قوله تعالى : (وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ) فهو يشير الى ان في كل كون من السبعة كوكبا أرضيا .. وقد أشرنا الى هذا القول عند تفسير الآية ١٧ من سورة المؤمنون ج ٥ ص ٣٦٢.
القول الثالث : ان ذكر السبع لا يفيد الحصر بها ، وانما خصها الوحي بالذكر لأن الذين خوطبوا بالقرآن آنذاك كانوا يسمعون عن الأفلاك السبعة وكواكبها دون غيرها. قال المؤرخون : ان الكلدانيين اشتهروا بعلم الهيئة ، وتوصلوا الى معرفة الكواكب السبعة السيارة ، وتوارثت الأمم هذه المعرفة عن الكلدانيين جيلا بعد جيل حتى زمن العرب الذين نزل القرآن بلسانهم ، فخاطبهم عن السماء بما اعتادوا أن يتخاطبوا به فيما بينهم .. وقد أشرنا الى هذا القول عند تفسير الآية ٢٩ من سورة البقرة ج ١ ص ٧٨. ويظهر لنا الآن ان هذا أرجح الأقوال ، فقد أطلعنا ـ ونحن ننقب في المصادر لتفسير الآية التي نحن بصددها ـ على حديث نبوي وقول لابن عباس يرجحان ان ذكر السبع لا يراد به الحصر ، أما الحديث فقد نقله الشيخ المراغي عن الصحابي ابن مسعود ، وهو «ما السماوات السبع وما فيهن وما بينهن ، والأرضون السبع وما فيهن وما بينهن إلا كحلقة ملقاة بأرض فلاة».