هيهات أن ينجيه ذلك ، والمراد بالصاحبة الزوجة ، وبالفصيلة العشيرة ، والمعنى واضح ويتلخص بأن أسير جهنم يود لو يفادى من الهول بجميع أهل الأرض حتى الزوجة والأبناء الذين كان بالأمس يفتديهم بنفسه ، ويرتكب من أجلهم المخاطر والأهوال .. وهذا أبلغ تصوير لأسف المجرم على ما فات ، ولهفته على الخلاص والنجاة.
(كلا) أيها المجرمون .. لا تمنيات في هذا اليوم ، ولا شيء لكم فيه إلا جهنم أنتم لها واردون (إِنَّها لَظى) وما أدراك ما لظى؟ (نَزَّاعَةً لِلشَّوى). تنتزع الأعضاء من أماكنها وتشويها ، ثم تعاد كما كانت ، وتنتزع مرة أخرى وتعاد. وهكذا الى ما لا نهاية : (لا يُقْضى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذابِها كَذلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ) ـ ٣٦ فاطر (دْعُوا مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى) في الدنيا عن دعوة الهدى والحق ، والمراد بدعوة النار له ان هاربها لا مفر له منها ولا ملجأ (وَجَمَعَ فَأَوْعى) من الوعاء لا من الوعي أي كنز المال في وعاء ونحوه ، والآية تهديد ووعيد لمن جمع المال وحرص عليه ، ولم ينفقه في طاعة الله ، والجمع بين كانز المال ومن كذّب دعوة الحق يشعر بأنهما سواء عند الله في يوم الحساب والجزاء.
(إِنَّ الْإِنْسانَ خُلِقَ هَلُوعاً (١٩) إِذا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً (٢٠) وَإِذا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً (٢١) إِلاَّ الْمُصَلِّينَ (٢٢) الَّذِينَ هُمْ عَلى صَلاتِهِمْ دائِمُونَ (٢٣) وَالَّذِينَ فِي أَمْوالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ (٢٤) لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (٢٥) وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ (٢٦) وَالَّذِينَ هُمْ مِنْ عَذابِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ (٢٧) إِنَّ عَذابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ (٢٨) (وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حافِظُونَ (٢٩) إِلاَّ عَلى أَزْواجِهِمْ أَوْ ما