الحجر ج ٤ ص ٤٧٠ والآية ٧ من سورة الصافات ج ٦ ص ٣٣٠ والآية ٥ من سورة الملك.
٢ ـ (وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْها مَقاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهاباً رَصَداً).
تدل هذه الآية بظاهرها ان الجن صعدوا الى مكان ما في السماء قبل الرسول الأعظم (ص) وانهم كانوا يسمعون صوتا أو كلاما ، ثم منعوا من ذلك في عهد محمد (ص). وليس معنى هذا ان الجن كانوا قبل محمد (ص) يطلعون على أخبار الغيب من السماء .. كلا ، وانما المراد انهم سمعوا شيئا في السماء ، وليس من الضروري أن يكون هذا الشيء غيبا ، بل من المستحيل أن يكون من نوع الغيب لأن الغيب لله وحده بنص القرآن الذي لا يقبل التأويل .. وبكلام آخر : ان صعود الجن أو غيرهم الى السماء لا يستدعي علمهم بالغيب ، فالسماء هي موطن الملائكة المقربين ، ومع هذا (قالُوا سُبْحانَكَ لا عِلْمَ لَنا إِلَّا ما عَلَّمْتَنا) ـ ٣٢ البقرة وهل في الأرض والسماء أعظم وأكرم على الله من محمد ، ومع هذا أعلن على الأجيال : (وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَما مَسَّنِيَ السُّوءُ) ـ ١٨٨ الأعراف. وإذا كان أشرف خلق الله لا يعلم الغيب حتى فيما يعود الى نفسه فكيف يعرف الجن ما يحدث في مستقبل الناس من خير أو شر؟.
٣ ـ (وَأَنَّا لا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَداً). هذا من قول الجن ، ومعناه كيف يظن الحمقى ان عندنا علم الغيب وما يحدث لهم في المستقبل من خير أو شر ، وانّا نوحي بذلك الى الكهان ، كيف يظن بنا هذا الظن ، ونحن لا نعلم ما ذا قدر الله لأحد من أهل الأرض ولا لأنفسنا أيضا.
٤ ـ (وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذلِكَ كُنَّا طَرائِقَ قِدَداً). يحكي الجن عن أنفسهم ان منهم الصالح والطالح ، وانهم متفرقون الى طوائف ومذاهب تماما كالإنس.
٥ ـ (وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ نُعْجِزَ اللهَ فِي الْأَرْضِ وَلَنْ نُعْجِزَهُ هَرَباً). بعد ان سمع الجن القرآن آمنوا بالله وأيقنوا بأنه ، جلت عظمته ، لا يعجزه من طلب ، ولا يفوته من هرب.
٦ ـ (وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدى آمَنَّا بِهِ فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلا يَخافُ بَخْساً وَلا رَهَقاً).
المراد بالهدى القرآن ، وبالبخس النقص ، وبالرهق الظلم ، والمعنى ان الجن سمعوا