حكمه وأمره تخضع الخلائق (يُنَبَّؤُا الْإِنْسانُ يَوْمَئِذٍ بِما قَدَّمَ وَأَخَّرَ). المراد بما قدم ما فعل من خير وشر ، وبما أخر ما ترك من الواجبات المفروضة عليه ، والمعنى إذا وقف الإنسان بين يدي خالقه لنقاش الحساب تكشفت له جميع أعماله خيرها وشرها أولها وآخرها ، وأيضا يتكشف له ما ترك من الواجبات المسئول عنها (بَلِ الْإِنْسانُ عَلى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ وَلَوْ أَلْقى مَعاذِيرَهُ) على ان الإنسان يعلم ما فعل وما ترك ، ولا يحتاج الى من يخبره بذلك ، يعلم حتى لو حاول أن يتنصل ويعتذر.
(لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ إِنَّ عَلَيْنا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ فَإِذا قَرَأْناهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا بَيانَهُ) الكلام مستأنف ، على طريقة القرآن الكريم ينتقل من موضوع الى موضوع ، سواء أوجدت المناسبة أم لم توجد ، قال الامام الصادق (ع) : ان الآية الواحدة يكون أولها في شيء ، وآخرها في شيء آخر .. والخطاب في لا تحرك للرسول الأعظم (ص). وضمير به وما بعده للقرآن ، وعلينا جمعه أي نجمع القرآن في قلبك ، وقرآنه أي قراءته ، فإذا قرأناه أي فإذا انتهينا من قراءة القرآن فاشرع أنت بالتلاوة ، ومجمل المعنى إذا تلا عليك جبريل القرآن فلا تتابعه أنت في القراءة يا محمد مخافة أن يفوتك شيء منه ، فنحن نجعله بكامله في قلبك ، فإذا انتهى جبريل من القراءة باشر أنت بالتلاوة ، وعلينا ان نعصمك من النسيان والخطأ في تلاوته وبيان أحكامه والعمل به أيضا. وتقدم مثله في الآية ١١٤ من سورة طه ج ٥ ص ٢٤٦.
(كَلاَّ بَلْ تُحِبُّونَ الْعاجِلَةَ (٢٠) وَتَذَرُونَ الْآخِرَةَ (٢١) وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ (٢٢) إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ (٢٣) وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ باسِرَةٌ (٢٤) تَظُنُّ أَنْ يُفْعَلَ بِها فاقِرَةٌ (٢٥) كَلاَّ إِذا بَلَغَتِ التَّراقِيَ (٢٦) وَقِيلَ مَنْ راقٍ (٢٧) وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِراقُ (٢٨) وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ (٢٩) إِلى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَساقُ (٣٠) فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى (٣١) وَلكِنْ