هذه جملة مستأنفة ، والشانئ المبغض من الشنآن بمعنى العداوة ، واختلفوا في المراد من الأبتر ، وأقرب الأقوال ان عدو محمد (ص) هباء لا أثر له ولا ذكر ، أما ذكره (ص) وأثره فباق ببقاء الله ، وأكثر المفسرين على ان أحد المشركين قال : محمد أبتر لا ولد له ، فأخبر سبحانه ان هذا القائل هو الأبتر ، وان كان له أولاد .. ولا مانع من الجمع بين المعنيين.
قال الشيخ محمد عبده : «ان شانئ الرسول (ص) لم يكن يشنؤه لشخصه لأن شخصه كان محببا الى النفوس ، وانما كان الشانئون يشنئون ويمقتون ما جاء به من الهدى .. وممن يشنأ ما جاء به الرسول ، ويدخل فيما يضمه معنى الأبتر أولئك الذين يتركون كتاب الله ، ويتمسكون بالظنون وأقوال غير المعصومين .. ويلصقون البدع بالدين ، فإذا ذكّروا بالقرآن لووا رؤسهم .. فلا عجب ان ترى الغضب الإلهي يتبعهم في كل مكان ، ويقذف بهم من ذلة الى ذلة وهم لا يشعرون بل ويضحكون».
سورة الكافرون
٦ آيات مكية.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ (١) لا أَعْبُدُ ما تَعْبُدُونَ (٢) وَلا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُدُ (٣) وَلا أَنا عابِدٌ ما عَبَدْتُّمْ (٤) وَلا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُدُ (٥) لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ (٦))