الى ما بيّنه سبحانه من قتل أعداء الله وأسرهم في ساحة الحرب ، والمعنى انه جل وعز لو أراد أن ينتقم من أعدائه في الدنيا من غير قتال لأهلكهم بما لديه من جنود السموات والأرض ، ولكنه تعالى أمر المؤمنين بالجهاد وابتلاهم بالكافرين لتظهر الأفعال التي يستحق بها الثواب والعقاب.
(وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمالَهُمْ). ان الله يقاتل من عصاه بمن أطاعه ، وإذا قتل المطيع فلن يذهب دمه سدى ... كيف؟ وقد استشهد في سبيل الله ومن أجل الله ... ومن أوفى من الله لمن أخلص له وعمل من أجله؟ وقد بيّن سبحانه أجر العاملين من أجله ، بينه بقوله : (فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمالَهُمْ) بل تعود عليهم بالخير ، وذلك بأنه تعالى (سَيَهْدِيهِمْ) الى منازلهم في الجنة تماما كما كانوا يهتدون الى منازلهم في الدنيا (وَيُصْلِحُ بالَهُمْ) أي شأنهم في يوم يفر المرء من أخيه وأمه وبنيه (وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَها لَهُمْ) أي بينها لهم بأنهارها وأثمارها ، وقصورها وحورها ، وما إلى ذلك مما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين.
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدامَكُمْ (٧) وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْساً لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمالَهُمْ (٨) ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا ما أَنْزَلَ اللهُ فَأَحْبَطَ أَعْمالَهُمْ (٩) أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكافِرِينَ أَمْثالُها (١٠) ذلِكَ بِأَنَّ اللهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكافِرِينَ لا مَوْلى لَهُمْ (١١) إِنَّ اللهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَما تَأْكُلُ الْأَنْعامُ وَالنَّارُ مَثْوىً لَهُمْ (١٢) وَكَأَيِّنْ