ذلك فقد أبدع في الدين لأن القرآن قد جاء بصحة السحر ، وعلق الشيخ محمد عبده على ذلك بقوله : فانظر كيف ينقلب الدين الصحيح الى بدعة عند المقلدين ، ويحتجون بالقرآن الذي نفى السحر على ثبوت السحر وتأثيره في رسول الله تماما كما قال المشركون عنه : انه رجل مسحور.
(وَمِنْ شَرِّ حاسِدٍ إِذا حَسَدَ). الحاسد هو الذي يتمى زوال النعمة عن أهلها ، وان تكون له من دونهم. وفي الحديث المنافق يحسد ، والمؤمن يغبط أي يتمنى أن يكون له من النعمة مثل ما لأخيه ، ولا يتمنى زوالها عنه .. والحسد من أمهات الكثير من الرذائل كالحقد واللؤم والكذب والغيبة والنميمة والمكر والخداع والسعي بكل سبيل لازالة النعمة عن المحسود ، ومن هنا أمر الله سبحانه نبيه الكريم ان يتعوذ من شر الحاسد ، وبهذا يتضح ان المراد من شره سوء مقاصده وأقواله وأفعاله ، لا نظرات عينيه وإضرارها بالمحسود كما قال أكثر المفسرين .. ومن الطريف ما ذكره بعضهم في تفسيره ان رجلا كان مشهورا بإصابة العين ، حتى كان الناس يستأجرونه لهذه الغاية ، وفي ذات يوم استأجرته امرأة ليحسد عدوا لها ويقتله بعينيه ، وصحبته الى الرجل ، وقالت له : هذا هو فاحسده. فقال لها الحاسد : ما أجمل عينيك! فما أتم كلامه حتى عميت.
سورة النّاس
٦ آيات مدنية.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (١) مَلِكِ النَّاسِ (٢) إِلهِ النَّاسِ (٣) مِنْ شَرِّ الْوَسْواسِ الْخَنَّاسِ (٤) الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (٥) مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ (٦))