لَحْنِ الْقَوْلِ). ولحن القول فحواه ومغزاه ، كالاعتذارات الكاذبة التي كان يعتذر بها المنافقون ، ونيلهم من الأخيار ، وثنائهم على الأشرار ، وغير ذلك من فلتات اللسان التي تعكس الرياء والنفاق. وعن أنس : لم يخف منافق بعد هذه الآية على رسول الله (ص). وأيضا كان النبي (ص) يعرف المنافقين بأفعالهم ، فلقد كانوا يتهربون من الجهاد ، ويتثاقلون عند البذل في سبيل الله.
(وَاللهُ يَعْلَمُ أَعْمالَكُمْ). هذا تهديد لكل من يظهر الخير ، ويضمر الشر (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَا أَخْبارَكُمْ). الله يعلم المجاهدين والصابرين قبل أن يختبرهم ، ولكنه يعامل الناس معاملة المختبر بالأمر والنهي ليظهر علمه للعيان ويتميز الخبيث من الطيب بالأفعال التي يستحق عليها الثواب والعقاب ، ويأخذ عباده بالحجة كما هو شأن العادل الحكيم. وفي نهج البلاغة : ان الله استنصركم وله جنود السموات والأرض وهو العزيز الحكيم ، واستقرضكم وله خزائن السموات والأرض وهو الغني الحميد ... أراد أن يبلوكم أيكم أحسن عملا ، فبادروا بأعمالكم تكونوا مع جيران الله في داره.
(إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ وَشَاقُّوا الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدى لَنْ يَضُرُّوا اللهَ شَيْئاً وَسَيُحْبِطُ أَعْمالَهُمْ (٣٢) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلا تُبْطِلُوا أَعْمالَكُمْ (٣٣) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ ثُمَّ ماتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَهُمْ (٣٤) فَلا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمالَكُمْ (٣٥) إِنَّمَا الْحَياةُ الدُّنْيا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا يُؤْتِكُمْ أُجُورَكُمْ