وحتى اليوم يعاني الإسلام والمسلمون الكثير من قوى الشر ، وأخطرها بعض الدول والهياكل التي تحمل اسم الإسلام وتتعاون مع أعدى أعدائه الاستعمار والصهيونية ، وقد آن للمسلمين أن ينفضوا عنهم غبار الحقد والشقاق ، ويتحدوا ضد عدوهم المشترك.
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) بالله والرسول واليوم الآخر (أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ) أي اعملوا بوحي من ايمانكم ، فقوله تعالى : أطيعوا الله بعد قوله : يا أيها الذين آمنوا مثل قوله : (فَمَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صالِحاً) ١١٠ الكهف. (وَلا تُبْطِلُوا أَعْمالَكُمْ) بالشرك والنفاق ولا بالمن والأذى ولا بالسيئات اللاتي يذهبن بالحسنات. قال تعالى : (إِنَّما يَتَقَبَّلُ اللهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ) وفي الحديث : «لا يقبل عمل إلا بالتقوى».
وقال الإمام علي (ع) : كونوا على قبول العمل أشد عناية منكم على العمل.
(إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ ثُمَّ ماتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَهُمْ) في الآخرة لأن الله سبحانه يحشر الإنسان على ما مات عليه ، ويحاسبه حسبما يختم به حياته من الكفر أو الايمان. وتقدم مثله في الآية ١٦١ من سورة البقرة ج ١ ص ٢٤٨ والآية ٩١ من سورة آل عمران ج ٢ ص ١٠٦.
(فَلا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ). لقد أثبتت الحوادث ان من وهن أمام عدوه وتهيب سطوته ، وخاف مجابهته فقد زوده بالسلاح الذي يقتله به ويخضعه لأمره ، قال الإمام علي (ع) : قرنت الهيبة بالخيبة ، والحياء بالحرمان. أنظر ج ٦ ص ٢٤٠ فقرة «الحرب النفسية». والسياسة الحكيمة في الحرب عند قادتها وأهل الاختصاص ان لا ينهار الإنسان أمام عدوه ، وأيضا أن لا يستهين بقوته ، بل يعد له العدة ويجابهه بثبات مستهينا بكل ما يصيبه من مشاق وآلام ، وقد رسم القرآن الكريم هذه السياسة بقوله : (فَلا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ) أي لا تنهاروا أمام أعدائكم وتستسلموا لقوتهم وطغيانهم ، وبقوله : (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ) ـ ٦٠