علما وفهما وحكما ونورا وكان يقول : اللهم علّمه واحفظه ولا تنسه شيئا ممّا أخبرته وعلّمته ، فقلت له ذات يوم : بأبي أنت وأمّي يا رسول الله منذ دعوت الله بما دعوت لم أنس شيئا ولم يفتني شيء ممّا علّمتني وكل ما علّمتني كتبته أفتتخوّف عليّ النسيان فقال : يا أخي ، لست أتخوّف عليك النسيان ، إنّي أحبّ أن أدعو لك وقد أخبرني تعالى أنّه قد أجابني فيك وفي شركائك الذين قرن الله عزوجل طاعتهم بطاعتي وقال فيهم : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) (١) قلت : من هم يا رسول الله قال : الذين هم الأوصياء بعدي ، والذين لا يضرّهم خذلان من خذلهم وهم مع القرآن والقرآن معهم لا يفارقونه ولا يفارقهم حتّى يردوا عليّ الحوض ، بهم ينتصرون أمّتي وبهم يمطرون وبهم يدفع البلاء ويستجاب الدعاء ، قلت : سمّهم لي يا رسول الله قال : أنت يا عليّ أوّلهم ، ثم ابني هذا ووضع يده على رأس الحسن ، ثم ابني هذا ووضع يده على رأس الحسين ، ثم سمّيك ابنه علي زين العابدين ، وسيولد في زمانك يا أخي فاقرأه مني السلام ، ثم ابنه محمد الباقر ، باقر علمي وخازن وحي الله تعالى ، ثم ابنه جعفر الصادق ، ثم ابنه موسى الكاظم ، ثم ابنه علي الرضا ، ثم ابنه محمد التقي ، ثم ابنه علي النقي ، ثم ابنه الحسن الزكيّ ، ثم ابنه الحجّة القائم ، خاتم أوصيائي وخلفائي والمنتقم من أعدائي الذي يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما ، ثم قال أمير المؤمنين عليهالسلام : والله إنّي لأعرفه يا سليم حين يبايع بين الركن والمقام وأعرف أسماء أنصاره وقبائلهم ... الحديث.
__________________
(١) ـ النساء : ٥٩.