أ. حكومة الأصل الموضوعي (عدم التذكية) على الأصل الحكمي (الحلية).
ب. حكومة الأصل السببي (عدم التذكية) على الأصل المسببي (الحلية).
مثال آخر : لو افترضنا دلالة الدليل الاجتهادي على جواز مسّ المرأة بعد النقاء وقبل الاغتسال ، ولكن وقع الشكّ في حصول النقاء ، فاستصحاب كونها حائضاً حاكم على أصالة الحلية لأنّه بيان ، فيرتفع موضوع البراءة العقلية ، ورافع أيضاً للشك في الظاهر فيكون رافعاً لموضوع البراءة الشرعية.
التنبيه الثاني : في حسن الاحتياط
لا شكّ في حسن الاحتياط (بشرط أن لا يخل بالنظام عقلاً ، أو لا ينجرّ إلى العسر والحرج شرعاً) ، ولكن الظاهر من الشيخ الأعظم اتّفاق الفقهاء على لزوم الاحتياط في الموارد الثلاثة : النفوس ، والأعراض ، والأموال مطلقاً ، فيجب الاحتياط لكون المحتمل ذا أهميّة حتّى وإن كان الاحتمال ضعيفاً ، مع كون الشبهة موضوعية.
والظاهر انّ اتّفاقهم على وجوب الاحتياط فيها مبنيّ على قاعدة مضى الإيعاز إليها في مبحث العام والخاص (١) وهي انّ كلّ موضوع كانت الحرمة والفساد هو الحكم الأصلي فيه ، يجب الاجتناب عنه حتى في الشبهة الموضوعية ، ولذلك حكم الفقهاء بالاحتياط وراء الموارد الثلاثة أيضاً ، كما إذا ترددت المرأة بين كونها ممّن يجوز النظر إليها أو غيرها ، أو تردّد بيع الوقف بين احتمال وجود المسوِّغ فيه وعدمه ، أو تردّد تصرف غير الولي في مال اليتيم بين وجود الغبطة فيه ، وعدمه ، ففي هذه الموارد يحمل على الحرمة والفساد ، لأنّ طبيعة الموضوع تقتضي الحرمة والفساد إلّا ما خرج بالدليل.
__________________
(١). راجع الوسيط : الجزء الأوّل ص ٢٠٨.