سوى تلبية للرغبة النفسية الانتقام ولكن اليوم ظهرت فوائد جمّة من وراء قطع أعضاء الميت ، حيث صارت عملية زرع الأعضاء أمراً ضرورياً يستفاد منها لنجاة حياة المشرفين على الموت.
٣. دلّت الروايات على أنّ دية النفس تؤدّى بالأنعام الثلاثة ، والحلّة اليمانية ، والدرهم والدينار ، ومقتضى الجمود على النص عدم التجاوز عن النقدين إلى الأوراق النقدية ، غير أنّ الوقوف على دور النقود في النظام الاقتصادي ، وانتشار أنواع كثيرة منها في دنيا اليوم ، والنظر في الظروف المحيطة بصدور تلك الروايات ، يشرف الفقيه على أنّ ذكر النقدين بعنوان أنّه أحد النقود الرائجة آنذاك ، ولذلك يجوز لأولياء الدم ، المطالبة بالأوراق النقدية المعادلة للنقدين الرائجة في زمانهم ، أو اعدالهما من الأنعام والحُلّة ، وقد وقف الفقهاء على ملاك الحكم عبر تقدّم عنصر الزمان.
الثالث : تأثيرهما في كيفية تنفيذ الحكم
١. تضافرت النصوص على حلّية الفيء والأنفال للشيعة في عصر الغيبة ، ومن الأنفال المعادن والآجام وأراضي الموات ، وقد كان الانتفاع بها في الأزمنة الماضية محدوداً ، ما كان يُثير مشكلة ، وأمّا اليوم ومع تطور الأساليب الصناعية وانتشارها بين الناس أصبح الانتفاع بها غير محدود ، فلو لم يتخذ أُسلوباً خاصاً في تنفيذ الحكم لأدّى إلى انقراضها أوّلاً ، وخلق طبقة اجتماعية مرفّهة ، وأُخرى بائسة فقيرة ثانياً.
فالظروف الزمانية والمكانية تفرض قيوداً على إجراء ذلك الحكم بشكل جامع يتكفّل إجراء أصل الحكم ، أي حلّية الأنفال للشيعة أوّلاً ، وحفظ النظام وبسط العدل والقسط بين الناس ثانياً ، بتقسيم الثروات العامة عن طريق الحاكم