الإسلامي الذي يُشرف على جميع الشئون لينتفع الجميع على حد سواء.
٢. اتّفق الفقهاء على أنّ الغنائم الحربية تقسّم بين المقاتلين على نسق خاص بعد إخراج خمسها لأصحابه ، لكن الغنائم الحربية في عصر صدور الروايات كانت تدور بين السيف والرمح والسهم والفرس وغير ذلك ، ومن المعلوم انّ تقسيمها بين المقاتلين كان أمراً ميسراً آنذاك ، أمّا اليوم وفي ظل التقدّم العلمي الهائل ، فقد أصبحت الغنائم الحربية تدور حول الدبابات والمدرّعات والحافلات والطائرات المقاتلة والبوارج الحربية ، ومن الواضح عدم إمكان تقسيمها بين المقاتلين بل هو أمر متعسر ، فعلى الفقيه أن يتّخذ أُسلوباً في كيفية تطبيق الحكم على صعيد العمل ليجمع فيه بين العمل وأصل الحكم والابتعاد عن المضاعفات.
٣. انّ الناظر في فتاوى الفقهاء السابقين فيما يرجع إلى الحج من الطواف حول البيت والسعي بين الصفا والمروة ورمي الجمار والذبح في منى يواجه ضغطاً شديداً في تطبيق عمل الحجّ على هذه الفتاوى ، ولكن تزايد وفود حجاج بيت الله عبر الزمان ويوماً بعد يوم أعطى للفقهاء رؤى وسيعة في تنفيذ أحكام الحجّ ، فأفتوا بجواز التوسع في الموضوع لا من باب الضرورة والحرج ، بل من باب التوسع في تنفيذ الحكم وانّ المطاف عند الزحام أوسع.
الرابع : تأثيرهما في مَنْح نظرة جديدة نحو المسائل
إنّ تغيير الأوضاع والأحوال الزمنية يؤثر في كيفية نظر المجتهد ويمنح له نظرة جديدة نحو المسائل المطروحة في الفقه قديماً وحديثاً. ولنذكر بعض الأمثلة :
١. كان القدماء ينظرون إلى البيع بمنظار ضيّق ويفسرونه بنقل الأعيان