ولادته ، وهو صاحب الغيبة قبل خروجه ، فإذا خرج أشرقت الأرض بنوره [بنور ربّها ـ خ] ووضع ميزان العدل بين الناس ، فلا يظلم أحد أحدا ، و [هو] الذي تطوى له الأرض ، ولا يكون له ظلّ ، وهو الذي ينادي مناد من السماء ، يسمعه جميع أهل الأرض بالدعاء إليه ، يقول : ألا إنّ حجّة الله قد ظهر عند بيت الله فاتّبعوه ، فإنّ الحقّ معه وفيه ، وهو قول الله عزوجل : (إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِينَ) (١).
٥٥٥ ـ (٢) ـ كمال الدين : حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني ـ رضياللهعنه ـ قال : حدّثنا عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن الريّان بن الصلت ، قال : قلت للرضا عليهالسلام : أنت صاحب هذا الأمر؟ فقال : أنا صاحب هذا الأمر ، ولكنّي لست بالذي أملأها عدلا كما ملئت جورا ، وكيف أكون ذلك على ما ترى من ضعف بدني ، وإنّ القائم هو الذي إذا خرج كان في سن الشيوخ ومنظر الشبّان ، قويّا في بدنه ، حتّى لو مدّ يده إلى أعظم شجرة على وجه الأرض لقلعها ، ولو صاح بين الجبال لتدكدكت صخورها ، يكون معه عصا موسى وخاتم سليمان عليهماالسلام ، ذاك الرابع من ولدي ، يغيّبه الله في ستره ما شاء ، ثمّ يظهره فيملأ [به] الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما.
__________________
(١) الشعراء : ٤.
(٢) ـ كمال الدين : ج ٢ ص ٣٧٦ ب ٣٥ ح ٧ ، إعلام الورى : ر ٤ ق ٢ ب ٢ ف ٢ ، كشف الغمّة : ج ٢ ص ٥٢٤ وزاد في آخره : «كأنّي بهم آيس ما كانوا اذ نودوا نداء يسمع من بعد كما يسمع من قرب ، يكون رحمة للعالمين وعذابا للكافرين» إلّا أنّ الظاهر أنّه من حديث آخر ، وهو الحديث الثالث من الباب المذكور من كمال الدين ، إثبات الهداة : ج ٣ ص ٤٧٨ ب ٣٢ ح ١٧٣.