هذا الأمر غيبة لا بدّ منها ، يرتاب فيها كلّ مبطل ، فقلت : ولم جعلت فداك؟ قال : لأمر لم يؤذن لنا في كشفه لكم ، قلت : فما وجه الحكمة في غيبته؟ قال : وجه الحكمة في غيبته وجه الحكمة في غيبات من تقدّمه من حجج الله تعالى ذكره ، إنّ وجه الحكمة في ذلك لا ينكشف إلّا بعد ظهوره ، كما لم ينكشف وجه الحكمة فيما أتاه الخضر عليهالسلام من خرق السفينة ، وقتل الغلام ، وإقامة الجدار لموسى عليهالسلام إلّا وقت افتراقهما ، يا ابن الفضل! إنّ هذا الأمر أمر من [أمر] الله تعالى ، وسرّ من سرّ الله ، وغيب من غيب الله ، ومتى علمنا أنّه عزوجل حكيم صدّقنا بأنّ أفعاله كلّها حكمة ، وإن كان وجهها غير منكشف.
٦٣٣ ـ (٢) ـ كمال الدين : محمّد بن محمّد بن عصام الكليني ، عن محمّد بن يعقوب الكليني ، عن إسحاق بن يعقوب ، عن صاحب الزمان صلوات الله عليه في آخر التوقيع الوارد في جواب كتابه الّذي سأل محمّد بن عثمان العمري أن يوصل إليه عجّل الله فرجه : أمّا علّة ما وقع من الغيبة فإنّ الله عزوجل يقول : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْئَلُوا عَنْ أَشْياءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ) ، إنّه لم يكن لأحد من آبائي عليهمالسلام إلّا وقد وقعت في عنقه بيعة لطاغية زمانه ، وإنّي أخرج حين أخرج ولا بيعة لأحد من الطواغيت في عنقي ، وأمّا وجه الانتفاع بي في غيبتي فكالانتفاع بالشمس إذا غيّبها عن الأبصار السحاب ، وإنّي لأمان لأهل الأرض كما أنّ النجوم أمان لأهل السماء ، فأغلقوا باب السؤال عمّا لا يعنيكم ، ولا تكلّفوا علم ما قد كفيتم ، وأكثروا الدعاء بتعجيل الفرج ،
__________________
(٢) ـ كمال الدين : ج ٢ ص ٤٨٣ ـ ٤٨٥ ح ٤ ؛ غيبة الشيخ : ص ٢٩٠ ـ ٢٩٣ ح ٢٤٧ ؛ إعلام الورى : ر ٤ ق ٢ ب ٣ ف ٣ ؛ كشف الغمّة : ج ٢ ص ٥٣٠ ـ ٥٣٢ ؛ الخرائج والجرائح : ج ٣ ص ١١١٣ ـ ١١١٧ ح ٣٠ ؛ الاحتجاج : ج ٢ ص ٢٨١ ـ ٢٨٤ ؛ البحار : ج ٥٣ ص ١٨٠ ـ ١٨٢ ب ٣١ ح ١٠ ، وج ٧٥ ص ٣٨٠ ب ٣٠ ح ١ عن الدرّة الباهرة.