٦٣٩ ـ (٤) ـ كمال الدين : حدّثنا أبي ـ رضياللهعنه ـ قال : حدّثنا سعد بن عبد الله ، قال : حدّثنا هارون بن مسلم ، عن سعدان ، عن مسعدة بن صدقة ، عن أبي عبد الله ، عن آبائه ، عن علي عليهمالسلام أنّه قال في خطبة له على منبر الكوفة : اللهم لا بدّ لأرضك من حجّة لك على خلقك ، يهديهم إلى دينك ، ويعلّمهم علمك ، لئلا تبطل حجّتك ، ولا يضلّ أتباع أوليائك بعد إذ هديتهم به ، إمّا ظاهر ليس بالمطاع ، أو
__________________
الرابع : أنّ الشمس قد تكون غيبتها في السحاب أصلح للعباد من ظهورها لهم بغير حجاب ، فكذلك غيبته عليهالسلام أصلح لهم في تلك الأزمان ، فلذا غاب عنهم.
الخامس : أن الناظر إلى الشمس لا يمكنه النظر إليها بارزة عن السحاب ، وربّما عمي بالنظر إليها لضعف الباصرة عن الإحاطة بها ، فكذلك شمس ذاته المقدّسة ربّما يكون ظهوره أضرّ لبصائرهم ، ويكون سببا لعماهم عن الحقّ ، ويحتمل بصائرهم الإيمان به في غيبته كما ينظر الإنسان إلى الشمس من تحت السحاب ولا يتضرّر بذلك.
السادس : أنّ الشمس قد تخرج من السحاب وينظر إليها واحد دون واحد ، كذلك يمكن أن يظهر عليهالسلام في أيّام غيبته لبعض الخلق دون بعض.
السابع : أنّهم كالشمس في عموم النفع ، وإنّما لا ينتفع بهم من كان أعمى كما فسّر به في الأخبار قوله تعالى : (مَنْ كانَ فِي هذِهِ أَعْمى فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمى وَأَضَلُّ سَبِيلاً).
الثامن : أنّ الشمس كما أنّ شعاعها تدخل البيوت بقدر ما فيها من الروازن والشبابيك وبقدر ما يرتفع عنها من الموانع عنها ، فكذلك الخلق إنّما ينتفعون بأنوار هدايتهم بقدر ما يرفعون من الموانع عن حواسّهم ومشاعرهم الّتي هي روازن قلوبهم من الشهوات النفسانيّة والعلائق الجسمانيّة ، وبقدر ما يدفعون عن قلوبهم من الغواشي الكثيفة الهيولانيّة ، إلى أن ينتهي الأمر إلى حيث يكون بمنزلة من هو تحت السماء يحيط به شعاع الشمس من جميع جوانبه بغير حجاب. فقد فتحت لك من هذه الجنّة الروحانيّة ثمانية أبواب ، ولقد فتح الله علي بفضله ثمانية اخرى تضيق العبارة عن ذكرها ، عسى الله أن يفتح علينا وعليك في معرفتهم ألف باب ، يفتح من كلّ باب ألف باب ، انتهى كلامه قدّس الله سرّه.
(٤) ـ كمال الدين : ج ١ ص ٣٠٢ ب ٢٧ ح ١١ ؛ إثبات الوصيّة ص ٢٥١ ؛ إثبات الهداة : ج ٦ ص ٣٦٣ ح ١١٢ ب ٣٢ ف ٢.