الفصل الثالث
في حالات سفرائه ونوّابه في الغيبة الصغرى
وفيه ٢٧ حديثا (١)
__________________
(١) اعلم ان وكلاءه ونوّابه عليهالسلام في زمان الغيبة الصغرى كما يظهر من مراجعة الكتب المعتبرة كانوا عدّة من الثقات الممدوحين بالوثاقة والأمانة والصداقة ، وكان يخرج من عندهم توقيعاته وأوامره ونواهيه عليهالسلام ، ويظهر منهم الكرامات والإخبار عن المغيبات من جهته ، واقتصر على ذكر اسماء الاربعة المعروفين منهم الذين أجمع الشيعة على أمانتهم وعدالتهم ، ورفعة مقامهم ، وعلوّ درجتهم ، فنقول :
الأول : الشيخ أبو عمرو عثمان بن سعيد العمري ـ رضي الله تعالى عنه ـ وقد نصبه أبو الحسن علي بن محمد العسكري ، وأبو محمد الحسن بن علي عليهمالسلام ، وكان أسديّا ، ويقال له : العسكري ، والسمّان ؛ لأنّه كان يتّجر في السمن تغطية على الأمر ، وقد ورد النصّ عليه من الإمامين المذكورين ، ومن مولانا صاحب الزمان صلوات الله عليه. وقد ذكره الشيخ في رجاله تارة في ذكر اصحاب الهادي عليهالسلام ، فقال : «عثمان بن سعيد العمري ، يكنّى أبا عمرو السمّان ، ويقال له : الزيّات ، خدمه وله إحدى عشرة سنة ، وله إليه عهد معروف» ، وتارة في اصحاب أبي محمد الحسن عليهالسلام ، فقال : «جليل القدر ، ثقة ، وكيله عليهالسلام» ، وقال أيضا في رجاله : «محمد بن عثمان بن سعيد العمري ، يكنّى أبا جعفر ، وأبوه يكنّى أبا عمرو ، جميعا وكيلان من جهة صاحب الزمان عليهالسلام ، ولهما منزلة جليلة عند الطائفة ، انتهى» ، ولقد أجاد المولى الوحيد حيث قال كما في تنقيح المقال : «هو أجلّ وأشهر من أن يذكر».
الثاني : أبو جعفر محمد بن عثمان بن سعيد العمري رضوان الله تعالى عليه ، فإنّه لمّا مضى أبوه أبو عمرو قام مقامه بنصّ أبي محمد عليهالسلام عليه ، ونص أبيه عثمان عليه بأمر القائم عليهالسلام ، وقد نقل الشيخ في غيبته عن أبي العبّاس عن هبة الله بن