مضى أو يقضي له الحظّ بما قضى ، ومن الذي أعطاه دهره الرضا ، أو ساعده بمطالبه صرف القضاء ، فمات ـ رحمهالله ـ بحسرته ، وانتقل الى الآخرة بغصّته ، والله يتولاه وإيّانا برحمته بمنّه وكرامته.
وحكى لي السيّد باقي بن عطوة العلوي الحسيني أن أباه عطوة كان به أدرة ، وكان زيدي المذهب ، وكان ينكر على بنيه الميل إلى مذهب الإماميّة ، ويقول : لا اصدّقكم ولا أقول بمذهبكم حتى يجيء صاحبكم ـ يعني المهدي ـ فيبرئني من هذا المرض ، وتكرّر هذا القول منه ، فبينا نحن مجتمعون عند وقت عشاء الآخرة إذا أبونا يصيح ويستغيث بنا ؛ فأتيناه سراعا ، فقال : الحقوا صاحبكم ، فالساعة خرج من عندي ، فخرجنا فلم نر أحدا ، فعدنا إليه وسألناه ، فقال : إنّه دخل إليّ شخص ، وقال : يا عطوة! فقلت : من أنت؟ فقال : أنا صاحب بنيك ، قد جئت لابرئك ممّا بك ، ثمّ مدّ يده فعصر قروتي ومشى ، ومددت يدي فلم أر لها أثرا ، قال لي ولده : وبقي مثل الغزال ليس به قلبة ، واشتهرت هذه القصّة ، وسألت عنها غير ابنه فأخبر عنها فأقرّ بها.
والأخبار عنه عليهالسلام في هذا الباب كثيرة ، وأنّه رآه جماعة قد انقطعوا في طرق الحجاز وغيرها فخلّصهم ، وأوصلهم الى حيث أرادوا ، ولو لا التطويل لذكرت منها جملة ، ولكن هذا القدر الذي قرب عهده من زماني كاف.
٨٨٣ ـ (٣) ـ جنّة المأوى : الحكاية الثانية والثلاثون : في شهر جمادى الاولى من سنة ألف ومائتين وتسعة وتسعين ، ورد الكاظمين عليهماالسلام رجل اسمه آقا محمّد مهدي ، وكان من قاطني بندر ملومين
__________________
(٣) ـ جنّة المأوى المطبوع مع المجلّد ٥٣ من البحار : ص ٢٦٥ ـ ٢٦٩.