من بنادر ماجين وممالك برمه ، وهو الآن في تصرّف الإنجريز ، ومن بلدة كلكتة قاعدة سلطنة ممالك الهند ، إليه مسافة ستّة أيّام من البحر مع المراكب الدخانيّة ، وكان أبوه من أهل شيراز ولكنّه ولد وتعيّش في البندر المذكور ، وابتلي قبل التاريخ المذكور بثلاث سنين بمرض شديد ، فلمّا عوفي منه بقي أصمّ أخرس ، فتوسّل لشفاء مرضه بزيارة أئمّة العراق عليهمالسلام ، وكان له أقارب في بلدة الكاظمين عليهماالسلام من التجّار المعروفين ، فنزل عليهم وبقي عندهم عشرين يوما ، فصادف وقت حركة مركب الدخان إلى سرّ من رأى لطغيان الماء ، فأتوا به إلى المركب وسلّموه الى راكبيه ، وهم من أهل بغداد وكربلاء ، وسألوهم المراقبة في حاله والنظر في حوائجه ، لعدم قدرته على إبرازها ، وكتبوا الى بعض المجاورين من أهل سامراء للتوجّه في اموره.
فلمّا ورد تلك الأرض المشرّفة والناحية المقدّسة ، أتى إلى السرداب المنوّر بعد الظهر من يوم الجمعة العاشر من جمادى الآخرة من السنة المذكورة ، وكان فيه جماعة من الثقات والمقدّسين ، إلى أن أتى إلى الصفّة المباركة فبكى وتضرّع فيها زمانا طويلا ، وكان يكتب قبيله حاله على الجدار ، ويسأل من الناظرين الدعاء والشفاعة ، فما تمّ بكاؤه وتضرّعه إلّا وقد فتح الله تعالى لسانه ، وخرج بإعجاز الحجّة عليهالسلام من ذلك المقام المنيف مع لسان ذلق ، وكلام فصيح ، وأحضر في يوم السبت في محفل تدريس سيّد الفقهاء وشيخ العلماء رئيس الشيعة ، وتاج الشريعة ، المنتهية إليه رئاسة الإماميّة ، سيّدنا الأفخم واستاذنا الأعظم الحاجّ الآميرزا محمّد حسن الشيرازي متّع الله المسلمين بطول بقائه ، وقرأ عنده متبرّكا السورة المباركة الفاتحة بنحو أذعن الحاضرون بصحّته وحسن قراءته ،