الكبيرة ـ والتي تكون عادة وفي مثل هذا الوقت نائمة ـ مستيقظة وفي نشاط وسرور كبير ، فما أن رأتني حتّى قالت : أبة ... البشارة ... البشارة ...! قلت : ما الخبر؟ وظننت أنّ أخي أو اختي قد جاء أحدهما من همدان ، قالت : بشارة ، لقد عوفيت والدتي ، قلت : من شفاها؟ قالت : إنّ والدتي في الساعة الرابعة بعد منتصف اللّيل أيقظتنا بصوت عال وفزع واضطراب ، ولما كانت ابنتها وأخوها الحاجّ مهدى وابن اختها المهندس غفّاري اللذان قد أقبلا أخيرا من طهران لأخذ المريضة إلى طهران للمعالجة وقد كانوا في الغرفة لمراقبة المريضة ، وإذا بهم فجأة سمعوا صياح ونداء المريضة وهي تقول : انهضوا وشيّعوا المولى ... انهضوا وشيّعوا المولى ... ، وكانت ترى إن انتظرت إلى أن يستيقظوا من نومهم كان الإمام قد ذهب ، ولأجل هذا قد طفرت من مقامها مع أنّها كانت غير قادرة على الحركة منذ أربعة أيّام وشايعت الإمام إلى باب الدار ، وكانت ابنتها التي كانت تمرّض والدتها قد استيقظت على أثر صياح امّها «شيّعوا المولى» وذهبت وراء والدتها الى باب الدار لتراها أين تذهب ، وأمّا المريضة فإنّها التفتت الى نفسها لكنّها لم تكن مصدّقة أنّها قد جاءت الى هذا المكان بنفسها ، فسألت من ابنتها زهراء : يا زهراء! هل أرى حلما أم أنا في يقظة؟ أجابت ابنتها : أمّاه لقد شفيت ... أين هو المولى الذي كنت تقولين : «شيّعوا المولى» ، فإنّنا لم نشاهد أحدا؟ فقالت الامّ : لقد كان سيّدا عظيما في زيّ أهل العلم وجليل القدر ، ولم يكن شابا ولا شيخا كبيرا ، جاء ووقف عند رأسي ، وقال : انهضي فقد شفاك الله ، قلت : لا أستطيع النهوض ، فقال بلحن أشدّ : انهضي فقد شفيت ، فنهضت لمهابة هذا العظيم ، فقال : لقد شفيت فلا تتناولي الدواء بعد ولا تبكي ، ولأنّه أراد الخروج من الغرفة فإنّني أيقظتكم كيما تشيّعونه ،