ولكنّي رأيتكم قد أبطأتم فقمت من مكاني لاشيّع المولى بنفسي ، وبحمد الله تعالى وبعد هذه العناية التي شملتها فقد تحسّنت حالتها فورا ، وعينها اليمنى التي كانت لا تبصر بها الأشياء بوضوح على أثر السكتة قد تحسّنت بعد تلك الأيّام الأربعة التي لم يكن لها فيها رغبة إلى الطعام ، وفي تلك اللحظة قالت : إنّي جائعة ، آتوني بطعام ، فأعطيناها قدحا من حليب كان فى الدار ، فتناولته بكل شهيّة ، وعاد لون وجهها الى طبيعته ، وعلى أثر قول الإمام لها : لا تبكي ، ارتفع غمّها وحزنها من قلبها ، علما بأنّها كانت مبتلاة بمرض الرماتزم قبل خمس سنوات وقد شفيت بلطفه عليهالسلام ، مع أنّ الأطبّاء عجزوا عن معالجتها.
ومن تمام القول أن نذكر أنّه في الأيّام الموسومة بالأيّام الفاطمية كنّا عقدنا مجلسا لأجل شكر هذه النعمة العظمى ، ثمّ إنّي قد شرحت قضية شفائها لجناب السيّد الطبيب دانشور ، والذي كان من الأطباء المعالجين لهذه السيّدة ، فقال الطبيب : إنّ هذا المرض الذي رأيته كان سكتة لا يمكن علاجها بالطرق العادية ، اللهمّ إلّا عن طريق الخوارق والمعاجز ، والحمد لله رب العالمين ، وصلّى الله على محمد وآله المعصومين ، لا سيّما إمام العصر ، وناموس الدهر ، قطب دائرة الإمكان ، إمام ومولى الإنس والجان ، مالك الأرض والزمان ، ومن بيده رقاب العالمين ، الحجّة بن الحسن العسكري صلوات الله عليه وعلى آبائه المعصومين الى قيام يوم الدين.
ويدل عليه من هذا الباب الأحاديث ٨٩٢ ، ٨٩٥ ، ٨٩٧ ، ٨٩٨ ، ٨٩٩.