عليهالسلام من وقوع الأمرين معا.
٨٩٣ ـ (٣) ـ جنّة المأوى : الحكاية التاسعة ما حدّثني به العالم العامل ، والعارف الكامل ، غوّاص غمرات الخوف والرجاء ، وسيّاح فيافي الزهد والتقى ، صاحبنا المفيد ، وصديقنا السديد ، الآغا علي رضا ابن العالم الجليل الحاجّ المولى محمّد النائيني ـ رحمهماالله تعالى ـ عن العالم البدل الورع التقيّ صاحب الكرامات ، والمقامات العاليات ، المولى زين العابدين ابن العالم الجليل المولى محمّد السلماسي ـ رحمهالله ـ تلميذ آية الله السيّد السند ، والعالم المسدّد ، فخر الشيعة ، وزينة الشريعة ، العلامة الطباطبائي السيّد محمّد مهدي المدعوّ ببحر العلوم ـ أعلى الله درجته ـ وكان المولى المزبور من خاصّته في السرّ والعلانية.
قال : كنت حاضرا في مجلس السيّد في المشهد الغرويّ إذ دخل عليه لزيارته المحقّق القمّي صاحب «القوانين» في السنة التي رجع من العجم الى العراق زائرا لقبور الأئمّة عليهمالسلام ، وحاجّا لبيت الله الحرام ، فتفرّق من كان في المجلس وحضر للاستفادة منه ، وكانوا أزيد من مائة ، وبقي ثلاثة من أصحابه أرباب الورع والسداد البالغين إلى رتبة الاجتهاد ، فتوجّه المحقّق الأيّد إلى جناب السيّد وقال : إنّكم فزتم وحزتم مرتبة الولادة الروحانيّة والجسمانيّة ، وقرب المكان الظاهري والباطني ، فتصدّقوا علينا بذكر مائدة من موائد تلك الخوان ، وثمرة من الثمار التي جنيتم من هذه الجنان ، كي تنشرح به الصدور ، وتطمئنّ به القلوب ، فأجاب السيّد من غير تأمّل ، وقال : إنّى كنت في الليلة الماضية قبل ليلتين
__________________
(٣) ـ جنّة المأوى (المطبوع مع البحار) : ج ٥٣ ص ٢٣٤ ـ ٢٣٦.