فيه ووجّه على الأهواء ، ورأيت الدين قد انكفى كما ينكفي الماء ، ورأيت أهل الباطل قد استعلوا على أهل الحقّ ، ورأيت الشرّ ظاهرا لا ينهى عنه ويعذر أصحابه ، ورأيت الفسق قد ظهر ، واكتفى الرجال بالرجال والنساء بالنساء ، ورأيت المؤمن صامتا لا يقبل قوله ، ورأيت الفاسق يكذب ولا يردّ عليه كذبه وفريته ، ورأيت الصغير يستحقر بالكبير ، ورأيت الأرحام قد تقطّعت ، ورأيت من يمتدح بالفسق يضحك منه ولا يردّ عليه قوله ، ورأيت الغلام يعطى ما تعطى المرأة ، ورأيت النساء يتزوّجن النساء ، ورأيت الثناء قد كثر ، ورأيت الرجل ينفق المال في غير طاعة الله فلا ينهى ولا يؤخذ على يديه ، ورأيت الناظر يتعوّذ بالله مما يرى المؤمن فيه من الاجتهاد ، ورأيت الجار يؤذي جاره وليس له مانع ، ورأيت الكافر فرحا لما يرى في المؤمن ، مرحا لما يرى في الأرض من الفساد ، ورأيت الخمور تشرب علانية ، ويجتمع عليها من لا يخاف الله عزوجل ، ورأيت الآمر بالمعروف ذليلا ، ورأيت الفاسق فيما لا يحبّ الله قويّا محمودا ، ورأيت أصحاب الآيات يحتقرون ويحتقر من يحبّهم ، ورأيت سبيل الخير منقطعا وسبيل الشرّ مسلوكا ، ورأيت بيت الله قد عطّل ويؤمر بتركه ، ورأيت الرجل يقول ما لا يفعله ، ورأيت الرجال يتسمّنون للرجال والنساء للنساء ، ورأيت الرجل معيشته من دبره ومعيشة المرأة من فرجها ، ورأيت النساء يتخذن المجالس كما يتّخذها الرجال ، ورأيت التأنيث فى ولد العبّاس قد ظهر ، وأظهروا الخضاب وامتشطوا كما تمتشط المرأة لزوجها ، وأعطوا الرجال الأموال على فروجهم ، وتنوفس في الرجل وتغاير عليه الرجال ، وكان صاحب المال أعزّ من المؤمن ، وكان الربا ظاهرا لا يعيّر ، وكان الزنا تمتدح به النساء ، ورأيت المرأة تصانع زوجها