عن أمير المؤمنين علي عليهالسلام ، وخبر حذيفة الّذي فيه : يخرج الدجّال عدوّ الله ومعه جنود من اليهود وأصناف من الناس ، ومعه جنّته وناره ، ورجال يقتلهم ثمّ يحييهم ، ومعه جبل من ثريد ، ونهر من ماء ... ، وفيه : يبعث الله إليه الشياطين من مشارق الأرض ومغاربها ، فيقولون له : استعن بنا على ما شئت ، فيقول : نعم انطلقوا فأخبروا الناس أنّي ربّهم ، وأنّي قد جئتهم بجنّتي وناري ، فتنطلق الشياطين فيدخل الرجل أكثر من مائة شيطان ، فيتمثّلون له بصورة والده وإخوته ومواليه ورفيقه ، فيقولون : يا فلان أتعرفنا؟ فيقول لهم الرجل : نعم هذا أبي وهذه امّي وهذه اختي وهذا أخي ، وفيه : تكذيب الرجل إيّاهم ، فيقول الرجل : كذبتم ما أنتم إلّا شياطين وهو الكذّاب ... ، وخبر نعيم في الفتن عن ابن مسعود الّذي فيه : بين اذني حمار الدجّال أربعون ذراعا ، وخطوة حماره مسيرة ثلاثة أيّام ، وأنّه يحبس الشمس حتّى يجعل اليوم كالشهر (١) ، وخبر أبي هريرة : يخرج الدجّال على حمار أحمر ما بين اذنيه سبعون ذراعا (٢) ، وغير هذه من الأخبار المعارضة للعقل أو الشرع التي يكذّبها مضمونها ، الواردة من طرق أهل السنّة ، والمخرّجة من جوامعهم المعتبرة ، وأصحّ كتبهم في الحديث.
هذا وقد حكم أخيرا بعدم صحّة هذه الأخبار ، وكونها مكذوبة على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، واستنكرها استنكارا شديدا بعد أن كان السلف من عظماء محدّثيهم وغيرهم معتمدين عليها ، مصرّين بحفظها ، كأنّ الإيمان بمضامينها من أركان الإسلام ، جمع من
__________________
(١) الفتن لنعيم بن حمّاد : ج ٧ ص ٢٩٩.
(٢) المصدر نفسه.