كتّابهم في مصر وغيرها ، فخرجوا على أسلافهم ، وعلى صحاحهم وجوامعهم ، وإليك بعض كلمات كاتب من هؤلاء :
قال في خبر الفتن عن ابن مسعود الّذي فيه امور وقوعها يناقض حكمة الله تعالى وعدله : «كان الرسول عليهالسلام يتكلّم بكلام لو أراد العادّ أن يعدّه لعدّه ، وكان حديثه لباب الحكمة ومصاصها ، فأين هنا القصص الخياليّ من ذلك النور المثاليّ؟ وأين التوجيه الرشيد والقول السديد من هذا الخلط المسرف على الحقّ؟ تنزّه الرسول صلوات الله عليه وسلامه عن أن يقول هذا القول أو بعضا منه. هذا من حيث المعنى ، وأمّا من حيث المبنى فإنّ هذا الكلام بعيد عن بلاغة النبيّ بعد الظلام عن النور» (١).
وقال في خبر الداري من رؤية الجساسة والدجّال الّذي رواه مسلم : «هذا الحديث عليه طابع الخيال ، وسمة الوضع ، الأمر الّذي يجعلنا ننفي صدوره عن الرسول عليه [وآله] السلام الّذي لا يقول إلّا الحقّ ، ولا ينطق عن الهوى ...» (٢).
وقال أيضا في هذا الحديث الّذي رواه أحمد وغيره أيضا : «الغرابة بكلّ غيومها تحيط بهذا الحديث الّذي يرفض القلب والعقل معا التصديق بصدوره عن الرسول العظيم صلّى الله عليه [وآله] وسلّم» (٣).
وقال في خبر أحمد وغيره عن ابن صيّاد : «أين العهد لهذا الدجّال المدّعي للنبوّة والرسالة في مواجهة خاتم الأنبياء والمرسلين عليه وعليهم أزكى صلوات الله ، إنّ هذا المقطع من الحديث يقطع لأوّل وهلة بعدم
__________________
(١) نهاية البداية والنهاية : ج ١ ، ص ١٦١.
(٢) المصدر نفسه : ج ١ ، ص ٩٦.
(٣) المصدر نفسه : ج ١ ، ص ١٠١.