الميّت ، واتّباع كنوز الأرض ، وإمطار السماء ، وإنبات الأرض بأمره ، ثمّ يعجزه تعالى بعد ذلك فلا يقدر على شيء منها ، وهو يكون مدّعيا للإلهيّة ، وهو في نفس دعواه مكذّب بصورة دعواه وحاله ، بانتقاصه بالعور وعجزه عن إزالته عن نفسه ، وعن إزالة الشاهد بكفره المكتوب بين عينيه.
فإن قلت : إظهار المعجز على يد الكذّاب ليس بممكن.
قلت : إنّه يدّعي الإلهيّة ، واستحالته ظاهر ، فلا محذور فيه ، بخلاف مدّعي النبوّة فإنّها ممكنة ، فلو أتى الكاذب فيها بمعجزة لالتبس النبيّ بالمتنبّئ.
فإن قلت : ما فائدة تمكينه من هذه الخوارق؟ قلت : امتحان العباد» (١).
وقال ابن الأثير في النهاية : «قد تكرّر ذكر الدجّال في الحديث ، وهو الّذي يظهر في آخر الزمان ، يدّعي الالوهيّة ، وفعّال من أبنية المبالغة ، أي يكثر منه الكذب والتلبيس» (٢).
وفي لسان العرب : «والداجل المموّه الكذّاب ، وبه سمّي الدجّال ، والدجّال : هو المسيح الكذّاب ، وإنّما دجله لسحره وكذبه. ابن سيدة : المسيح الدجّال رجل من يهود ، يخرج في آخر هذه الامّة ، سمّي بذلك لأنّه يدجل الحقّ بالباطل ، وقيل : بل لأنّه يغطّي الأرض بكثرة جموعه ، وقيل : لأنّه يغطّي على الناس بكفره ، وقيل : لأنّه يدّعي الربوبيّة ، سمّي بذلك لكذبه ، وكلّ هذه المعاني متقارب ، قال ابن خالويه : ليس أحد
__________________
(١) شرح الكرماني : ج ٢٤ ص ١٨٥.
(٢) النهاية : ج ٢ ص ١٠٢ مادّة «دجل».