ولا يوجب عملا لعدم تضمّنه حكما من الأحكام الشرعيّة حتّى تشمله أدلّة وجوب العمل بالخبر المبيّنة في اصول الفقه ، وإن كان هنا قرائن تفيد العلم بصدوره لا يجوز إنكار مدلوله ، ويجب قبوله والإيمان والإقرار به.
التنبيه الثالث : اعلم أنّ ما جاء في مؤلّفات أعلام الشيعة وجوامعهم في الحديث من طرقهم عن أئمّة أهل البيت عليهمالسلام ، ليس فيه ما يخالف ضرورة العقل أو الشرع ، وشأنه وشأن أكثر أحاديث العامّة من الطائفة الاولى الّتي أشرنا إليها سواء.
مضافا إلى أنّ أخبارنا في هذا الموضوع قليلة جدّا ، لا تبلغ في الكثرة حدّ أخبارهم ، وغاية ما يمكن إثباته بالروايات المخرّجة في جوامعنا بادّعاء التواتر الإجمالي أو المعنوي ، أو بدعوى اتّفاق المحدّثين وغيرهم من العلماء على خروج الدجّال ، وعدم نقل إنكاره من أحد من الشيعة وأئمّتهم عليهمالسلام : أنّ الدجّال شخص يظهر في آخر الزمان قبيل ظهور المهدي عليهالسلام ، يدجل الحقّ بالباطل ، يفتتن بكذبه وإغرائه وستره الحقّ جماعة من الناس.
نعم يوجد في كتب الخاصّة أيضا نزر قليل من الأخبار المشابهة أو الموافقة ، متنا أو مضمونا ، مع الطائفة الثانية من أخبار العامّة ، إلّا أنّها ـ سوى الخبر الّذي رواه الفضل بن شاذان ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن المفضّل ، عن أبي عبد الله الصادق عليهالسلام ـ غير مرويّة من طرقنا المنتهية إلى الأئمّة الطاهرين عليهمالسلام ، مخرّجة بأسانيد عامّيّة ، وعن المجاهيل والضعفاء ، مثل الخبر الّذي أخرجه الصدوق في «كمال الدين» (١) بسنده عن النزال بن سبرة عن أمير المؤمنين عليهالسلام.
__________________
(١) كمال الدين : ج ٢ ب ٤٧ ص ٥٢٥ ح ١.