(وَالسَّماواتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ) (١) وغيرها ممّا يدلّ على أنّ الله تعالى الأعضاء والجوارح ، على أنّ ذلك مثل لقدرة الله تعالى في التصرّف في الكائنات.
قلت : حيث ظاهر هذه الآيات والأحاديث مخالف لضرورة العقل ، لاستحالة ذلك على الله تعالى ؛ لتنزّهه تعالى عن الجسميّة والتركيب من الأعضاء كاليد والوجه والعين وغيرها ، كما برهن عليه في علم الكلام ، يكون ذلك قرينة عقليّة على عدم إرادة المعنى الحقيقيّ ، وإرادة معناه المجازيّ المتعارف استعمال هذه الألفاظ فيه في كلام العرب ، فيراد من : يدي معك ، أو أنت يدي أو عيني ، المعنى المجازي ؛ فهذه الكلمات ظاهرة في المعاني المجازيّة حتّى ولو لم تكن معانيها الحقيقيّة مخالفة لضرورة العقل. وأين هذا من تأويل الآيات والأحاديث لمجرد استغراب مضمونه عن بعض من لا يؤمن بعالم الغيب ، أو غرابة مضمونه في الأحاديث؟!
هذا مضافا إلى أنّا نقول : إذا أنتم تأبون عن تأويل مثل «يد الله» و «يداه مبسوطتان» ، وتصرّون على حفظ ظاهرهما ، وتثبتون أنّ لله ـ والعياذ به ـ اليد والرجل مع مخالفة ذلك لضرورة العقل واستحالته ، فكيف تأوّلون الأحاديث على خلاف ما يدلّ عليه ظاهرها لاستغرابكم معناه؟!
هذا ومن جملة ما حملته هذه الفئة الثقافيّة على غير ظاهره ومدلوله اللفظي والعرفي هو وجود الدجّال وخروجه مع اعترافهم بعدم مقبوليّة ردّ كلّ الأحاديث الواردة فيه. فقال محقّق كتاب «نهاية البداية والنهاية» :
__________________
(١) الزمر : ٦٧.