ذكر الكوفة ، وقال : ستخلو الكوفة من المؤمنين ، ويأزر عنها العلم كما تأزر الحيّة في جحرها ، ثمّ يظهر العلم ببلدة يقال لها : قم ، وتصير معدنا للعلم والفضل ، حتّى لا يبقى في الأرض مستضعف في الدين حتّى المخدّرات في الحجال ، وذلك عند قرب ظهور قائمنا ، فيجعل الله قم وأهلها قائمين مقام الحجّة ، ولو لا ذلك لساخت الأرض بأهلها ولم يبق في الأرض حجّة ، فيفيض العلم منه إلى سائر البلاد في المشرق والمغرب ، فيتمّ حجّة الله على الخلق حتّى لا يبقى أحد على الأرض لم يبلغ إليه الدين والعلم ، ثمّ يظهر القائم عليهالسلام ويصير سببا لنقمة الله وسخطه على العباد ، لأنّ الله لا ينتقم من العباد إلّا بعد إنكارهم الحجّة. (١)
__________________
(١) قال في الإرشاد (باب ذكر علامات قيام القائم عليهالسلام ومدّة أيّام ظهوره ، وشرح سيرته ، وطريقة أحكامه ، وطرف ممّا يظهر في دولته) : «قد جاءت الآثار بذكر علامات لزمان قيام القائم المهدى عليهالسلام ، وحوادث تكون أمام قيامه ، وآيات ودلالات ، فمنها : خروج السفياني ، وقتل الحسني ، واختلاف بني العبّاس ، وخسف بالبيداء ، وخسف بالمشرق ، وخسف بالمغرب ، وركود الشمس من عند الزوال الى وسط أوقات العصر ، وطلوعها من المغرب ، وقتل نفس زكية بظهر الكوفة في سبعين من الصالحين ، وذبح رجل هاشمي بين الركن والمقام ، وهدم حائط مسجد الكوفة ، واقبال رايات سود من قبل خراسان ، وخروج اليماني ، وظهور المغربي بمصر ، وتملكه الشامات ، ونزول ترك بالجزيرة ، ونزول الروم الرملة ، وطلوع نجم بالمشرق ، ويضيء كما يضيء القمر ثم ينعطف حتى يكاد يلتقي طرفاه ، وحمرة تظهر في السماء وتنتشر في آفاقها ، ونار تظهر بالمشرق طولا ، وتبقى في الجو ثلاثة أيام أو سبعة أيّام ، وخلع العرب أعنّتها ، وتملّكها في البلاد وخروجها عن سلطان العجم ، وقتل أهل مصر أميرهم ، وخراب الشام ، واختلاف ثلاثة رايات فيه ، ودخول رايات قيس والعرب إلى اهل مصر ، ورايات كندة إلى خراسان ، وورود خيل من قبل المغرب حتّى تربط بفناء الحيرة ، وإقبال رايات سود من قبل المشرق نحوها ، وبثق في الفرات حتى يدخل الماء أزقّة الكوفة ، وخروج ستين كذّابا كلّهم يدّعي النبوّة ، وخروج اثني عشر من آل ـ