هذا العمل
قبل البدء في البحث عن التسمية ومدلولاتها ، ابحث عنها أولا في قسم الفهارس بآخر المعجم ، حيث تجد مختلف احتمالاتها ، فالاسم الواحد قد يعني مسجدا ومدرسة وزقاقا وبئرا إلى آخر الحكاية ، أو قد يكون اسم علم يطلق على مجموعة مختلفة من المشيّدات والمواضع ، عند ذلك أنظرها في المعجم.
وكم كنت أتمنى لو أطلق على هذا العمل اسم «الباحث عن إبرة في كومة قشّ» ، فلا المصادر توضّح ما كنت أبحث عنه إلا فيما ندر ، وكذلك المراجع ، فأسماء الأماكن والمواضع والمشيّدات تائهة في ربع خال لا حدود له ، معلّقة بالفراغ المطلق ، الغالبية العظمى منها غير محدّدة المواضع ، الأمر الذي يخلق كثيرا من فراغات وأفضية تحقيق المخطوطات والكتب ، ويضيّع عددا كبيرا من المعلومات الدقيقة.
وكانت مهمّتي كباحث في التراث أن أعيّن جغرافيّا مكان كل مبنى أو مشيّدة أو موضع ، متوخيّا الحذر والدقّة فيما أحدّد ، وكل ما أتمنّاه أن أكون قد وصلت إلى بعض الحقيقة ، فما أنا إلا بشر ، والبشر يخطىء ويصيب ، وهدفي من ذلك إلغاء اللبس الحاصل عند الباحثين ، كما أنني وثّقت كل تسمية وردت في هذا المعجم حتى يسهل الرجوع إلى الأصل عند الحاجة ، لكنني لم أتوسّع في ترجمة التسميات وإلا احتاج الأمر إلى مجلدات كثيرة.
ويتميّز معجم دمشق التاريخي بالشمولية والبساطة وسهولة التوصّل إلى التسمية ، وعلى سبيل المثال يمكن الوصول إلى المعلومات المطلوبة عن (المدرسة الإخميميّة القلانسيّة) بعدة طرق :
آ ـ المدرسة الإخميميّة القلانسيّة ، تجد أمامها : أنظر دار الحديث القلانسيّة.
ب ـ الإخميميّة القلانسيّة : أنظر دار الحديث القلانسيّة.
ج ـ القلانسيّة : أنظر دار الحديث القلانسيّة.
وعلى هذا الأساس فإن جميع التسميات وإن تباينت أو تشابهت توجّه الباحث إلى الاسم الأصلي المعروف تاريخيّا. وقد يرد بعضها بصفات أو نعوت مختلفة لكنها تخضع جميعها إلى مسمّى واحد ، مثال ذلك : جامع السنانيّة ، ومكتب السنانيّة ، وسبيل السنانيّة ، وهي تسميات لمنشىء واحد. وكذلك فإن دار القرآن الأفريدونيّة هي نفسها مدرسة العجمي ، ومسجد العجمي ، وتربة العجمي ، وتربة أفريدون العجمي ، حسب ما أوردها المؤرّخون. وقد تكتب المئذنة عند بعضهم (مأذنة) أو (منارة) وفي كل الأحوال ذكرتها حسب وردت. كما أنني أكّدت على نفي العلاقة بين الأسماء المتشابهة التي لا صلة بينها : فقبر الشيخ حمّاد في مقبرة الباب الصغير ولا علاقة له بقبر سيدي حمّاد بالقنوات ، ولا بمسجد الشيخ حمّاد في