فقال الشاب : أمّي أمرتني بذلك ، فبرز وهو يقول :
حسين أميري ونعم الأمير |
|
سرور فؤاد البشير النذير |
عليّ وفاطمة والداه |
|
فهل تعلمون له من نظير |
له طلعة مثل شمس الضحى |
|
له غرّة مثل بدر منير |
وقاتل حتّى قتل ، واحتزوا رأسه ورموا به إلى نحو عسكر الحسين ، فأخذت أمّه رأسه وقالت : أحسنت يا ولدي ، ويا سرور قلبي ، ويا قرة عيني. ثم رمت برأس ولدها فأصابت رجلاً فقتله ، وأخذت عموداً وحملت عليهم وهي تقول :
أنا عجوز سيّدي ضعيفة |
|
خاوية بالية نحيفة |
أضربكم بضربة عنيفة |
|
دون بني فاطمة الشريفة |
وضربت رجلين فقتلتهما ، فأمر الحسين بصرفها ودعا لها (١).
قال : وبرز من بعده زهير بن القين وهو يرتجز ويقول :
أنا زهير وأنا ابن القين |
|
أذود بالسيف عن الحسين |
إن حسيناً أحد السبطين |
|
من عترة البرّ التقي الزّين |
أضربكم ولا أرى من شين |
|
يا ليت نفسي قسّمت قسمين (٢) |
فقاتل قتالاً يشيب الوليد ، ويرعب من هوله قلب الصنديد ، حتّى قتل كما روي مئة وعشرين فارساً وستّين راجلاً ، فشدّ عليه كثير بن عبد الله ومهاجر بن أوس التميمي فقتلاه ، فقال الحسين عليهالسلام حين صرع زهير : « لا أبعدك الله يا زهير ، ولعن الله قاتلك ، لعن الّذين مسخوا قردة وخنازير » (٣).
ثمّ برز من بعده حبيب بن مظاهر الأسدي فشدّ شدّة السرحان وأدخل نفسه
__________________
(١) ورواه الخوارزمي في المقتل : ٢ : ٢١ ـ ٢٢.
(٢) زاد في المقتل للخوارزمي :
ذاك رسول الله غير
المين |
|
أضربكم ولا أرى من
شين |
(٣) رواه الخوارزمي في المقتل : ٢ : ٢٠.
وانظر وقعة الطف لأبي مخنف : ص ٢٣٢.