في حلق الطعان ، وهو ينشد مرتجزاً ويقول :
أنا حبيب وأبي مظاهر |
|
وفارسٌ قومٌ ونار تسعر |
وأنتمُ عند العديد أكثر |
|
ونحن أعلى حجّة وأظهر |
وأنتمُ عند الوفاء أغدر |
|
ونحن أوفى منكم وأصبر |
فلم يزل يقاتل حتّى شدّ عليه رجل من تميم فطعنه ، فذهب ليقوم فضربه الحصين بن نمير لعنه الله على رأسه بالسيف فوقع ونزل التميمي فاحتزّ رأسه (١).
__________________
(١) رواه الخوارزمي في المقتل : ٢ : ١٨.
وروى أبو مخنف في وقعة الطف : ص ٢٣٠ ، وعنه الطبري في تاريخه : ٥ : ٤٣٩ وفيه : فلا يزال الرجل من أصحابه الحسين قد قتل ، فإذا قتل منهم الرجل والرجلان تبيّن فيهم ، وأولئك كثير لا يتبيّن فيهم ما يقتل منهم.
قال : فلمّا رأى ذلك أبو ثمامة عمرو بن عبد الله الصائدي قال للحسين : يا أبا عبد الله ، نفسي لك الفداء ، أرى هؤلاء قد اقتربوا منك ، ولا والله لا تقتل حتّى أقتل دونك إن شاء الله ، وأحبّ أن ألقى ربّي وقد صلّيت هذه الصلاة التي دنا وقتها.
قال : فرفع الحسين رأسه ثمّ قال : « ذكرت الصلاة ، جعلك الله من المصلّين الذاكرين ، نعم هذا أوّل وقتها ». ثم قال : « سلوهم أن يكفّوا عنا حتّى نصلّي ». فقال لهم الحصين بن تميم : إنّها لا تقبل ! فقال له حبيب بن مظاهر : لا تقبل زعمت ! الصلاة من آل رسول الله صلىاللهعليهوآله لا تقبل وتقبل منك يا حمار ؟!
قال : فحمل عليهم حصين بن تميم ، وخرج إليه حبيب بن مظاهر فضرب وجه فرسه بالسيف ، فشبّ ووقع عنه وحمله أصحابه فاستنقذوه ، وأخذ حبيب يقول :
أقسم لو كنّا لكم
أعدادا |
|
أو شطركم ولّيتم
الأكتادا |
||
|
يا شرّ قوم حسباً
وآدا |
|
||
قال : وجعل يقول يومئذ :
أنا حبيب وأبي مظاهر |
|
فارس هيجاء وحرب
تسعر |
أنتم أعد عدّة
وأكثر |
|
ونحن أوفى منكم
وأصبر |
ونحن أعلى حجة وأظهر |
|
حقّاً وأتقى منكم
وأعذر |
وقاتل قتالاً شديداً ، فحمل عليه رجل من بني تميم فضربه بالسيف على رأسه فقتله ، وكان يقال