ولله درّ من قال :
تلك نفس عزّت على الله قدراً |
|
فارتضاها لدينه واصطفاها |
صيغ للذكر وحده والإلهيّون |
|
كانت ! في الذكر عنه شفاها |
سل ذوات التمييز تخبرك عنه |
|
إنّ حال التوحيد منه ابتداها |
حاز قدسيّة العلوم وإن لم |
|
يؤتها جعفر فمن يؤتاها |
علم اقسمت جميع المعالي |
|
إنّه ربّها الّذي ربّاها |
مقدم الأمر عن عزائم قدس |
|
ليست السبعة السواري سواها |
إنّما عاشت السماوات والأرض |
|
ومن فيهما على نعماها |
لا تضع في سوى أياديه سؤلا |
|
ربّما أفسد المدام إناها |
وهو سرّ السجود في الملأ الأعلى |
|
ولولاه لم تعفّر جباها |
وهو الآية المحيطة بالكون |
|
ففي عين كلّ شيء تراها |
فالعجب العجاب ، من الكفرة النصّاب ، كيف أغفلوا دخول هذا الباب ، ولم يرقبوا فيه ربّ الأرباب ، في ظلم هذا الإمام الأوّاب ، فالويل لهم يوم فصل الخطاب ، حين يدعون للمناقشة والجواب ، وأنّى لهم الجواب ؟ فسوف يذوقون أشدّ العذاب ، ( وَمَا اللهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ) (١٠).
وروي في كتاب عيون أخبار الرضا بالإسناد عن الحسن بن الفضل (١١) [ أبو محمّد مولى الهاشميين بالمدينة ] ، عن علي بن موسى ، عن أبيه عليهمالسلام قال : « أرسل أبو جعفر الدوانيقي إلى جعفر بن محمّد عليهالسلام وأحضره ليقتله وأحضر له سيفاً ونطعاً ، ثمّ قال للربيع : إنّي دعوت جعفراً ، فإذا دخل عليّ فسوف أكلّمه فإذا كلّمته
__________________
(٩) الاحتجاج للطبرسي : ٢ : ٢٥٠ رقم ٢٢٤.
ورواه الصدوق في الخصال : ٢ : ٤٨٩ ح ٦٨ من أبواب الأثني عشر ، وابن شهر آشوب في المناقب : ٤ : ٢٧٧.
(١٠) سورة البقرة : ٢ : ٧٤ و ٨٥ و ١٤٠ و ١٤٩ ، وسورة آل عمران : ٣ : ٩٩.
(١١) المثبت من المصدر ، وفي النسخة : « الحسن بن المفضّل ».