أضرب يدي على الأخرى ، فإذا رأيتني فعلت ذلك فاضرب عنقه.
فدخل جعفر بن محمّد عليهماالسلام المجلس ، فلمّا نظر إليه أبو جعفر الدوانيقي من بعيد تحرّك من مكانه وقال : مرحباً وأهلاً بك يا أبا عبد الله ، إنّما أرسلنا إليك لرجاء قضاء دينك ، ونقضي ذمامك. ثمّ سأله مسألة لطيفة عن أهل بيته ، ثمّ قال له : يا أبا عبد الله ، قد قضى الله دينك وأجزل جائزتك.
ثمّ قال : يا ربيع ، امض مع جعفر حتّى توصله إلى أهله.
قال الربيع : فخرجت معه فسألته في الطريق عن حاله وقلت له : يا أبا عبد الله ، أرأيت النطع والسيف ؟ إنّما وضعاً لك ، فأيّ شيء قلت عند دخولك ؟
قال عليهالسلام : نعم يا ربيع ، إنّي لمّا دخلت على هذا الطاغية رأيت الشرّ في وجهه يلوح ، فقلت : حسبي الربّ من المربوبين ، حسبي الخالق من المخلوقين ، حسبي الرازق من المرزوقين ، حسبي من لم يزل حسبي ، لا إله إلاّ الله ، عليه توكّلت ، وهو ربّ العرش العظيم » (١).
__________________
(١) عيون أخبار الرضا عليهالسلام : ١ : ٢٧٣ ح ٦٤ وفي ط المحقق : ص ٥٦٣ ح ٢٨٦ قال : حدثنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن صقر الصائغ وأبو الحسن علي بن محمّد بن مهرويه قالا : حدثنا عبد الرحمان بن أبي حاتم قال : حدثنا أبي قال : حدثنا الحسن بن الفضل أبو محمّد مولى الهاشميين بالمدينة ، قال : حدثنا علي بن موسى بن جعفر بن محمّد ، عن أبيه عليهمالسلام قال : « أرسل أبو جعفر الدوانيقي إلى جعفر بن محمّد عليهماالسلام ليقتله وطرح له سيفاً ونطعا ً، وقال : يا ربيع إذا أنا كلمته ثم ضربت بإحدى يدي على الأخرى ، فاضرب عنقه.
فلمّا دخل جعفر بن محمّد عليهالسلام ونظر إليه من بعيد تحرّك أبو جعفر على فراشه وقال : مرحباً وأهلاً بك يا أبا عبد الله ، ما أرسلنا إليك إلاّ أن نقضي دينك ، ونقضي ذمامك. ثمّ سأله مسألة لطيفة عن أهل بيته ، وقال : قد قضى الله حاجتك ودينك وأخرج جائزتك.
[ ثمّ قال : ] يا ربيع ، لا تمضين ثلاثة حتّى يرجع جعفر إلى أهله.
فلمّا خرج قال له الربيع : يا با عبد الله ، رأيت السيف ؟ إنّما كان وضع لك والنطع ، فأيّ شيء رأيتك تحرّك به شفتيك ؟
قال جعفر بن محمّد عليهالسلام : نعم يا ربيع ، لمّا رأيت الشرّ في وجهه قلت : حسبي الربّ من