الناس أن يحج البيت المستطيع» ، وليس كذلك ، ف «من» بدل من «الناس» والتقدير ولله على الناس مستطيعهم حجّ البيت ؛ وقيل : «من» مبتدأ ، والخبر محذوف والتقدير : «من استطاع منهم فعليه ذلك».
ويضاف المصدر أيضا إلى الظرف ثم يرفع الفاعل ، وينصب المفعول نحو : «عجبت من ضرب اليوم زيد عمرا».
كيف يعرب تابع معمول المجرور لفظا :
وجرّ ما يتبع ما جرّ ومن |
|
راعى في الاتباع المحلّ فحسن |
إذا أضيف المصدر إلى الفاعل ففاعله يكون مجرورا لفظا ، مرفوعا محلا ، فيجوز في تابعه ـ من الصفة ، والعطف ، وغيرهما ـ مراعاة اللفظ فيجرّ ، ومراعاة المحلّ فيرفع ؛ فتقول : «عجبت من شرب زيد الظريف ، والظريف» (١).
ومن إتباعه على المحل قوله :
١١٣ ـ حتى تهجّر في الرواح وهاجها |
|
طلب المعقّب حقّه المظلوم (٢) |
__________________
(١) الظريف : بالجر ـ نعت لزيد على اللفظ ونعت المجرور مجرور وعلامة جره الكسرة. الظريف : بالرفع ـ نعت لزيد على المحل ـ لأن «زيد» مجرور في اللفظ وهو مرفوع محلا لأنه فاعل المصدر «شرب» ونعت المرفوع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.
(٢) قائله : لبيد بن ربيعة العامري يصف حمارا وحشيا وأتانه. تهجّر : سار في الهاجرة. الرّواح : المسير من الزوال إلى الليل هاجها : أثارها ـ والضمير البارز يعود على الأتان. المعقّب : الغريم الطالب لدينه.
المعنى : «إن الحمار الوحشي قد عجل سيره في الهاجرة وطلب أتانه طلبا شديدا مثل طلب ربّ الدّين المظلوم لدينه من المدين».
الإعراب : حتى : ابتدائية. تهجر : فعل ماض مبني على الفتح ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود على حمار الوحش. في الرواح : جار ومجرور متعلق بتهجر. وهاجها : الواو عاطفة. هاج فعل ماض مبني على الفتح ، وفاعله ضمير