والنصب ، نحو «زيد حسن الوجه» ففي «حسن» ضمير مرفوع هو الفاعل ، و «الوجه» منصوب على التشبيه بالمفعول به ؛ لأن حسنا شبيه بضارب فعمل عمله وأشار بقوله : «على الحدّ الذي قد حدّا» إلى أن الصفة المشبهة تعمل على الحد الذي سبق في اسم الفاعل ، وهو أنه لا بد من اعتمادها كما أنه لا بد من اعتماده (١).
وسبق ما تعمل فيه مجتنب |
|
وكونه ذا سببية وجب (٢) |
لما كانت الصفة المشبهة فرعا في العمل عن اسم الفاعل قصرت عنه (٣).
فلم يجز تقديم معمولها عليها ، كما جاز في اسم الفاعل ، فلا تقول : «زيد الوجه حسن» كما تقول : «زيد عمرا ضارب» ولم تعمل إلا في سببيّ نحو : «زيد حسن وجهه» ولا تعمل في أجنبي ، فلا تقول : «زيد حسن عمرا» واسم الفاعل يعمل في السببيّ ، والأجنبي ، نحو : «زيد ضارب غلامه ، وضارب عمرا».
__________________
(١) لم يذكر الشارح كونها للحال أو للاستقبال لأن ذلك حاصل في الصفة المشبهة لدلالتها على الدوام الذي يلزم منه الحال والاستقبال.
(٢) كونه : مبتدأ مرفوع وهو مضاف. والهاء مضاف إليه من إضافة المصدر الناقص لمرفوعه. ذا : خبر كون منصوب بالألف لأنه من الأسماء الستة وهو مضاف سببية مضاف إليه مجرور. وجب : فعل ماض مبني على الفتح وسكن للروي.
وفاعله ضمير مستتر جوازا والجملة في محل رفع خبر المبتدأ كونه.
(٣) تخالف الصفة المشبهة اسم الفاعل في عدة أمور :
١ ـ عدم تقدم معمولها عليها.
٢ ـ كونه ذا سببيّة ـ أي تعلق وارتباط بموصوفها لاشتماله على ضميره ـ وهذان الأمران ذكرهما ابن مالك في هذا البيت ـ.
٣ ـ استحسان جر الفاعل بها.
٤ ـ صوغها من اللازم.
٥ ـ كونها للدوام.
٦ ـ عدم لزوم جريانها على المضارع.
٧ ـ لا يفصل معمولها منها منصوبا كان أو مرفوعا بخلاف اسم الفاعل.