(ج) الثالث : أن يكون مضمرا (١) مفسرا بنكرة بعده منصوبة على التمييز ، نحو «نعم قوما معشره» ففي «نعم» ضمير مستتر يفسره «قوما» و «معشره مبتدأ وزعم بعضهم أن «معشره» مرفوع بنعم ، وهو الفاعل ، ولا ضمير فيها ، وقال بعض هؤلاء : إن «قوما» حال ، وبعضهم : إنّه تمييز. ومثل «نعم قوما معشره» قوله تعالى : (بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً)(٢).
وقول الشاعر :
٦ ـ لنعم موئلا المولى إذا حذرت |
|
بأساء ذي البغي واستيلاء ذي الإحن (٣) |
__________________
(١) أي مستترا ملازما للإفراد فلا يبرز في تثنية ولا جمع استغناء بجمع تمييزه ، ويجب عوده لما بعده وهو التمييز فهو مما يعود على متأخر لفظا ورتبة ، ولا يتبع بتابع لأن لفظه ومعناه لا يتضحان إلا بشيء منتظر بعد. وشذ تأكيده في «نعم هم قوما أنتم».
(٢) من الآية ٥٠ من سورة الكهف وهي : «وَإِذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِياءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً».
(٣) قائله : غير معروف. موئلا : الملجأ والمرجع. المولى : هنا ـ الله تبارك وتعالى. حذرت : خيفت. البأساء : الشدة. البغي : الاعتداء والظلم. الاستيلاء : التغلب والتمكن. الإحن ، جمع إحنه ـ مثل سدرة وسدر : هي الحقد وإضمار العداوة.
المعنى : «والله لنعم الموئل والمرجع رب العالمين إذا خيفت شدة الظالمين وأضرار المعتدين وغلبة الحاقدين».
الإعراب : لنعم : اللام واقعة في جواب قسم محذوف. نعم : فعل ماض جامد لإنشاء المدح مبني على الفتح ، وفاعله : ضمير مستتر يعود على موئل «بعده» موئلا : تمييز ـ يفسر فاعل نعم المضمر ـ منصوب بالفتحة. المولى : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة المقدرة على الألف ، وجملة «نعم» خبر مقدم له ، أو نعرب : المولى خبر لمبتدأ محذوف وجوبا تقديره «الممدوح المولى وجملة نعم