ينقاس ، وقال غيره : لا ينقاس وهو الصحيح ، وذكر صاحب الواضح أن النحويين لا يرون ذلك ، وأن أبا عبيدة قال في قوله تعالى : «وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ» : إنه بمعنى هيّن ، وفي بيت الفرزدق ـ وهو الثاني ـ إن المعنى «عزيزة طويلة» وإن النحويين ردّوا على أبي عبيدة ذلك ، وقالوا : لا حجة في ذلك له (١).
متى يتقدم المفضل عليه المجرور ب «من» على «أفعل»؟ :
وإن تكن بتلو «من» مستفهما |
|
فلهما كن أبدا مقدّما (٢) |
كمثل «ممّن أنت خير؟» ولدى |
|
إخبار التقديم نزرا وردا (٣) |
__________________
(١) خلاصة الأقوال في استعمال صيغة التفضيل «أفعل» لغير التفضيل ثلاثة : أولها : قول المبرد باستعماله قياسا. ثانيها : قول غيره بعدم قياسها والاقتصار على ما سمع منها. ثالثها : قول النحويين بمنع هذا الاستعمال قياسا وسماعا وهم يردون على الأمثلة السالفة بأنها ليست قاطعة بل محتملة للتأويل ، فقوله تعالى : (وَهُوَ أَهْوَنُ) وارد على ما يعرفه المخاطبون من أن الإعادة أهون من البدء مع قياسهم الغائب على الشاهد وقوله تعالى (رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِكُمْ) مستعمل في التفضيل على من يعلم بعض ما في الوجود من الناس وإن كان لا مشارك له تعالى في علمه ، وأما قول الفرزدق «دعائمه أعز وأطول» فلا مانع من حملها على التفضيل. بأن يريد الشاعر بالبيت : بيت الشرف والمجد.
(٢) فلهما : أي ل «من» ومجرورها التالي لها إذا كان اسم استفهام. أي «قدم أبدا من ومجرورها المفضل عليه على المفضّل إذا كان المجرور بمن استفهام ، لأن له الصدارة.
(٣) ممن أنت خير : أصل الجملة قبل التقديم : أنت خير ممّن؟ فتقدم المفضل عليه المجرور بمن وجوبا لأنه استفهام ممن : من حرف جر. من : اسم استفهام مبني على السكون في محل جر والجار والمجرور متعلق بخير. أنت : ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. خير : خبر مرفوع بالضمة.