وامنع هنا إيقاع ذات الطلب |
|
وإن أتت فالقول أضمر تصب (١) |
لا تقع الجملة الطلبية صفة ، فلا تقول : «مررت برجل اضربه» ، وتقع خبرا خلافا لابن الأنباري ، فتقول : «زيد اضربه».
ولمّا كان قوله : «فأعطيت ما أعطيته خبرا» يوهم أن كل جملة وقعت خبرا يجوز أن تقع صفة قال : «وامنع هنا إيقاع ذات الطلب» أي : امنع وقوع الجملة الطلبية في باب النعت ، وإن كان لا يمتنع في باب الخبر.
ثم قال : فإن جاء ما ظاهره أنه نعت فيه بالجملة الطلبية ، فيخرج على إضمار القول ، ويكون المضمر صفة ، والجملة الطلبية معمول القول المضمر ، وذلك كقوله :
٢٢ ـ حتى إذا جنّ الظلام واختلط |
|
جاءوا بمذق هل رأيت الذئب قط (٢) |
__________________
(١) إن أتت : إن حرف شرط جازم ، أتت فعل ماض مبني على الفتحة المقدرة على الألف المحذوفة للتخلص من التقاء الساكنين لأن أصله أتى في محل جزم فعل الشرط فالقول : الفاء : واقعة في جواب الشرط ، القول : مفعول به مقدم لأضمر ، أضمر : فعل أمر مبني على السكون ، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت ، وجملة فالقول أضمر في محل جزم جواب الشرط. تصب : فعل مضارع مجزوم لأنه واقع في جواب الطلب ، وفاعله ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت.
(٢) قائل هذا البيت غير معروف. جنّ : خيّم وستر ، مذق : اللبن بالماء الذي تغيّر لونه.
المعنى : يرمي الراجز قوما بالبخل لأنه طال انتظاره حتى دخل الليل فقدموا له لبنا ممزوجا بالماء متغيرا لونه حتى أصبح يشبه الذئب في لونه.
الإعراب : حتى : ابتدائية ، إذا : ظرف متضمن معنى الشرط مبني على السكون في محل نصب مفعول فيه وهو متعلق بجاءوا ، وجملة جن الظلام في محل جر مضافة إلى إذا ، وجملة اختلط : معطوفة عليها ، وجملة جاءوا : واقعة في جواب شرط غير جازم لا محل لها من الإعراب. وجملة هل رأيت الذئب في محل نصب مقول لقول محذوف يقع صفة للمذق والتقدير جاءوا بمذق مقول فيه : «هل رأيت الذئب». قط : ظرف لاستغراق الزمن الماضي مفعول فيه مبني على الضم في محل نصب وهو متعلق برأي. وسكّن للرويّ.