وزعم المصنف أن ذلك قليل ومنه قوله :
٢٣ ـ يا ليتني كنت صبيّا مرضعا |
|
تحملني الذلفاء حولا أكتعا (١) |
__________________
(١) قائل هذه الأبيات غير معروف : الذلفاء : يقال امرأة ذلفاء ، وفي أنفها ذلف ، وهو قصره وصغر الأرنبة ، وهو مستملح ويجوز أن يكون علما على امرأة بذاتها.
المعنى : يتمنى الشاعر أن يكون صغيرا يرضع ، وتحمله هذه المرأة الحسناء عاما كاملا ، فإذا بكى قبلته كثيرا ولذلك سيبقى الدهر كله باكيا.
الإعراب : يا : حرف نداء ، والمنادى محذوف ، تقديره : يا قومي ، أو حرف تنبيه ، ليتنى : ليت : حرف مشبه بالفعل ينصب الاسم ويرفع الخبر ، والنون للوقاية ، والياء ضمير متصل في محل نصب اسم ليت. كنت : كان فعل ماض ناقص يرفع الاسم وينصب الخبر ، والتاء : ضمير متصل مبني على الضمة في محل رفع اسمها صبيا : خبر كان منصوب وجملة كان واسمها وخبرها في محل رفع خبر ليت. مرضعا : نعت ل «صبيا» منصوب مثله. تحملني : تحمل : فعل مضارع مرفوع بالضمة والنون للوقاية ، والياء : مفعول به مبني على السكون في محل نصب. الذلفاء : فاعل مرفوع. حولا : مفعول فيه ظرف زمان منصوب بالفتحة متعلق ب «تحملني» أكتع توكيد ل «حولا» منصوب بالفتحة. إذا : ظرف متضمن معنى الشرط مبني على السكون في محل نصب مفعول فيه متعلق ب «قبلتني» ، قبلتني : قبّل : فعل ماض مبني على الفتح ، والتاء للتأنيث ، والنون للوقاية ، والياء : مفعول به ، أربعا : مفعول مطلق منصوب. وجملة ، بكيت في محل جر بإضافة إذا إليها ، وجملة ، قبلتني : جواب شرط غير جازم لا محل لها من الإعراب. إذا ظللت : إذا حرف جواب وجزاء ، ظللت : ظل الناقصة ، والتاء اسمها. الدهر : مفعول فيه ظرف زمان منصوب وهو متعلق ب «أبكي» وجملة «أبكي» في محل نصب خبر ظلّ ، وأجمعا : توكيد للدهر منصوب.
الشاهد : «الدهر أجمعا» فإنه أكد الدهر بأجمع من غير أن يؤكده أولا بكل ، وهذا قليل. وهناك شاهدان آخران : أحدهما ، قوله «حولا أكتعا» فإنه أكد حولا مع كونه نكرة بأكتعا ، وثانيهما ، قوله : «والدهر أبكى أجمعا» فإنه فصل بين المؤكد وتوكيده بجملة أبكي وهذا جائز.