الجملة الواقعة حالا : إن صدرت بمضارع مثبت لم يجز أن تقترن بالواو بل لا تربط إلا بالضمير ، نحو «جاء زيد يضحك ، وجاء عمرو تقاد الجنائب بين يديه» ولا يجوز دخول الواو ، فلا تقول «جاء زيد ويضحك» فإن جاء من لسان العرب ما ظاهره ذلك أوّل على إضمار مبتدأ بعد الواو ويكون المضارع خبرا عن ذلك المبتدأ ، وذلك نحو قولهم : «قمت وأصك عينه».
وقوله :
٥١ ـ فلما خشيت أظافيرهم |
|
نجوت وأرهنهم مالكا (١) |
ف «أصكّ ، وأرهنهم» خبر ان لمبتدأ محذوف ؛ والتقدير : وأنا أصكّ وأنا أرهنهم.
__________________
(١) قائله : عبد الله بن همام السلولي. أظافير : جمع أظفور ـ بوزن أسبوع ـ لغة في الظفر والمراد منها الأسلحة. مالك : اسم رجل.
المعنى : لما خفت من أسلحة هؤلاء القوم تخلصت منهم في حال حبسي لمالك عندهم وإبقائه لديهم.
الإعراب : لما : ظرف زمان متضمن معنى الشرط مبني على السكون في محل نصب متعلق بنجوت. خشيت : فعل وفاعل خشي فعل ماض مبني على السكون والتاء فاعل ، أظافيرهم : مفعول به منصوب وهو مضاف ، والهاء ، مضاف إليه ، والميم علامة جمع الذكور والجملة في محل جر بإضافة لما إليها نجوت : فعل وفاعل. نجا فعل ماض مبني على السكون ، والتاء فاعل ، والجملة لا محل لها من الإعراب لأنها واقعة في جواب شرط غير جازم وأرهنهم : الواو حالية. أرهن مضارع مرفوع بالضمة ، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا والهاء مفعول به أول والميم علامة الجمع. وجملة أرهنهم خبر لمبتدأ محذوف تقديره «أنا» في محل رفع ، والجملة من المبتدأ المحذوف وخبره في محل نصب حال من فاعل نجوت. مالكا : مفعول به ثان لأرهن منصوب.
الشاهد : في قوله : «نجوت وأرهنهم» حيث يدل بظاهره على أن جملة المضارع المثبت وقعت حالا وهي مقترنة بالواو فيؤول هذا الظاهر بإضمار مبتدأ بعد واو الحال تكون جملة المضارع المثبت خبرا عنه فتكون جملة الحال اسمية.