«لبيان ما قبله» احتراز مما تضمّن معنى «من» وليس فيه بيان لما قبله : كاسم «لا» التي لنفي الجنس ، نحو : «لا رجل قائم» فإن التقدير : «لا من رجل قائم» وقوله : «لبيان ما قبله من إجمال» يشمل نوعي التمييز :
وهما : (أ) المبيّن إجمال ذات. (ب) والمبيّن إجمال نسبة.
(أ) فالمبيّن إجمال الذات هو : الواقع بعد المقادير ـ وهي : الممسوحات ، نحو «له شبر أرضا» والمكيلات ، نحو «له قفيز برا» والموزونات ، نحو «له منوان عسلا وتمرا» ـ والأعداد (١) ، نحو «عندي عشرون درهما». وهو منصوب بما فسّره وهو : شبر ، وقفيز ، ومنوان وعشرون.
(ب) والمبيّن إجمال النسبة هو : المسوق لبيان ما تعلّق به العامل : من فاعل ، أو مفعول ، نحو «طاب زيد نفسا» ومثله : (اشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً)(٢) و «غرست الأرض شجرا» ومثله (وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُوناً)(٣) ف «نفسا» تمييز منقول من الفاعل ، والأصل «طابت نفس زيد» و «شجرا» : منقول من المفعول ، والأصل : «غرست شجر الأرض» فبيّن «نفسا» الفاعل الذي تعلّق به الفعل ، وبيّن «شجرا» المفعول الذي تعلّق به الفعل. والناصب له في هذا النوع العامل الذي قبله.
__________________
(١) الأعداد معطوفة على المقادير فهي القسم الثاني من المبين إجمال الذات ، وليست معطوفة على الممسوحات لأنها ليست من المقادير.
(٢) من الآية ٤ من سورة مريم. وهي : «قالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً وَلَمْ أَكُنْ بِدُعائِكَ رَبِّ شَقِيًّا».
(٣) من الآية ١٢ من سورة القمر وهي : «وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُوناً فَالْتَقَى الْماءُ عَلى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ».