تقديم التمييز على عامله ـ مذاهب النحاة :
وعامل التمييز قدّم. مطلقا |
|
والفعل ذو التصريف نزرا سبقا (١) |
(أ) مذهب سيبويه ـ رحمهالله تعالى ـ : أنه لا يجوز تقديم التمييز على عامله (٢) سواء كان متصرفا أو غير متصرف ؛ فلا تقول : «نفسا طاب زيد» ولا «عندي درهما عشرون».
(ب) وأجاز الكسائي ، والمازني ، والمبرد ، تقديمه على عامله المتصرف ؛ فتقول : «نفسا طاب زيد وشيبا اشتعل رأسي» ومنه قوله :
٥٣ ـ أتهجر ليلى بالفراق حبيبها |
|
وما كان نفسا بالفراق تطيب؟ (٣) |
__________________
(١) عامل : مفعول به مقدم للفعل «قدّم» منصوب وهو مضاف. التمييز : مضاف إليه مجرور. قدم : فعل أمر مبني على السكون وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت : مطلقا : مفعول مطلق منصوب بالفتحة والفعل : الواو استثنافية. الفعل : مبدأ مرفوع بالضمة. ذو نعت للمبتدأ مرفوع بالواو لأنه من الأسماء الستة وهو مضاف. التصريف : مضاف إليه مجرور. نزرا : مفعول مطلق تقدم على عامله مسبقا : فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو يعود إلى الفعل. والجملة في محل رفع خبر المبتدأ.
(٢) لأن التمييز كالنعت في إيضاح ما قبله فلا يتقدم عليه كما لا يتقدم النعت على المنعوت
(٣) قائله : المخبل السعدي ، وقيل : قيس بن الملوح العامري.
المعنى : هل عزمت ليلى على هجر محبها والعهد بها أنها لا ترضى الفراق ولا تنشرح له.
الإعراب : أتهجر : الهمزة للاستفهام. تهجر : مضارع مرفوع بالضمة. ليلى فاعل مرفوع بضمة مقدرة على الألف. بالفراق : جار ومجرور متعلق بتهجر. حبيبها : مفعول به منصوب بالفتحة وهو مضاف وها : في محل جر مضاف إليه. وما : الواو حالية. ما : نافية. كان : زائدة نفسا : تمييز تقدم على عامله «تطيب» بالفراق : جار ومجرور متعلق بتطيب. تطيب : مضارع مرفوع بالضمة. وفاعله ضمير مستتر جوازا تقديره هي ، وجملة «ما تطيب ..» في محل نصب حال من ليلى.
الشاهد : في قوله : «وما كان نفسا بالفراق تطيب» حيث تقدم التمييز «نفسا» على عامله المتصرف «تطيب» وهذا جائز عند الكسائي والمازني والمبرد ، وأجازه المصنف ابن مالك في بعض كتبه ـ وهو عند سيبويه ضرورة لا يقاس عليه.