وقوله :
٥٤ ـ ضيّعت حزمي في إبعادي الأملا |
|
وما ارعويت وشيبا رأسي اشتعلا (١). |
ووافقهم المصنف (٢) في غير هذا الكتاب على ذلك ، وجعله في هذا الكتاب قليلا.
فإن كان العامل غير متصرف : فقد منعوا التقديم : سواء كان فعلا ،
__________________
(١) قائله : غير معروف. الحزم : إتقان الرأي وحسن التدبير. ارعويت : كففت وتركت.
المعنى : ضيّعت الحكمة والسداد في ماضى عمري إذ أمّلت آمالا بعيدة ولم أرتدع مع انتشار الشيب في رأسي وهو نذير الموت.
الإعراب : ضيعت : فعل وفاعل ، ضيع فعل ماض مبني على السكون ، والتاء فاعل حزمي : مفعول به منصوب بفتحة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم وهو مضاف والياء في محل جر مضاف إليه. في إبعادي : جار ومجرور متعلق بضيعت ، وإبعاد مضاف وياء المتكلم مضاف إليه من إضافة المصدر لفاعله. الأملا : مفعول به للمصدر منصوب بالفتحة والألف للإطلاق. وما : الواو عاطفة. ما نافية ارعويت : فعل وفاعل ، وشيبا : الواو حالية. شيبا : تمييز مقدم على عامله «اشتعلا» منصوب. رأسي : مبتدأ مرفوع بضمة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم وهو مضاف وياء المتكلم مضاف إليه. اشتعلا : فعل ماض مبني على الفتح. وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو ، وجملة اشتعل في محل رفع خبر المبتدأ «رأسي» والجملة «رأسي اشتعل شيبا» : في محل نصب حال من فاعل ارعويت.
الشاهد : في قوله : «وشيبا رأسي اشتعلا» حيث تقدم التمييز «شيبا» على عامله المتصرف «اشتعل» وهذا جائز عند الكسائي والمازني والمبرد وأجازه المصنف في بعض كتبه وهو عند سيبويه ضرورة لا يجوز القياس عليه.
(٢) وافقهم المصنف قياسا على سائر الفضلات المنصوبة بفعل متصرف ، وتمسكا بما سمع منه كقوله :
أنفسا تطيب بنيل المنى |
|
وداعي المنون ينادي جهارا |