(وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللهِ)(١) ومثالها لبيان الجنس قوله تعالى : (فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثانِ)(٢).
ومثالها لابتداء الغاية في المكان قوله تعالى : (سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى)(٣).
ومثالها لابتداء الغاية في الزمان قوله تعالى : (لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ)(٤).
وقول الشاعر :
٦٤ ـ تخيّرن من أزمان يوم حليمة |
|
إلى اليوم قد جرّبن كلّ التجارب (٥) |
__________________
(١) من الآية ٨ من سورة البقرة وهي «وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَما هُمْ بِمُؤْمِنِينَ».
(٢) من الآية ٣٠ من سورة الحج وهي «ذلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُماتِ اللهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعامُ إِلَّا ما يُتْلى عَلَيْكُمْ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ».
(٣) الآية ١ من سورة الإسراء وتمامها «الَّذِي بارَكْنا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آياتِنا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ».
(٤) من الآية ١٠٨ من سورة التوبة وهي : «لا تَقُمْ فِيهِ أَبَداً لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ ، فِيهِ رِجالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ».
(٥) قائله : النابغة الذبياني من قصيدة يمدح بها النعمان بن الحارث. وقبل البيت قوله :
ولا عيب فيهم غير أن سيوفهم |
|
بهن فلول من قراع الكتائب |
يوم حليمة : من أيام العرب المشهورة وقعت فيه حرب بين غسّان ولخم ، وحليمة هي بنت الحارث بن أبي شمر ملك غسان ، وأضيف اليوم إليها ، لأنها ـ لما وجه أبوها الجيش إلى المنذر بن ماء السماء اللخمي ـ جاءت إلى الفرسان بإناء مملوء من الطيب وطيبتهم به. فقالوا : ما يوم حليمة بسرّ.